القائمة

أخبار

أرض المغرب تجدب النيازك منذ وقت طويل

يعتبر المغرب موطناً للنيازك منذ سنة 1937. جعلت صخور النيازك من المغرب الوجهة الأولى للعلماء ولبائعي وجامعي النيازك

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

اعتبر المغرب على مر السنين موطنا لهذه القطع الصلبة القادمة من الفضاء الخارجي (الغلاف الجوي) إلى كوكبنا. تشتهر المملكة في جميع أنحاء العالم باعتبارها مستقطبا لجميع أنواع النيازك، ومن بين أهم النيازك التي تم العثور عليها نيزك تيسينت المريخي الذي سقط على أرض المغرب في 18 يوليوز 2011.

وسقط هذا النيزك في إقليم طاطا بجهة كلميم السمارة. ويعد الحجر الذي يحمل اسم قرية تيسينت أول نيزك مريخي سقط على الأرض منذ أكثر من خمسين سنة. ويعتبر نيزك تيسينت أقدم نيزك من كوكب المريخ. وبفضل هذا الاكتشاف أصبح المغرب جنة بالنسبة بائعي وجامعي النيازك.


وأشارت الكاتبة ساندرين كورستمونت في مقال عن الموضوع من خلال رحلتها إلى جنوب المغرب إلى أن إقليم طاطا كان موطنًا للعديد من الاكتشافات الثمينة، حيث "أصبح البحث عن النيازك جزءً من الثقافة الشعبية. من الشائع رؤية أشخاص محليين يحملون قطع مغناطيسية، أو جهازا لكشف المعادن".

وأصبح البحث عن النيازك هواية للسكان المحليين ومنهم من يتخذها مهنة، بفضل العدد الهائل من قطع النيازك التي سقطت في المغرب. كما تعمل جمعية النيازك، وهي منظمة علمية لا تهدف إلى الربح تأسست سنة 1933 على تشجيع البحث والدراسة في علوم الكواكب مع التركيز على دراسات النيازك، وتحتفظ بسجل لجميع الشهب التي سقطت في المملكة. توجد النيازك على وجه الخصوص في المناطق الشرقية وسوس ماسة ومكناس تافيلالت وكلميم السمارة.

وتشير بيانات المنظمة إلى أنه تم العثور على النيازك المريخية في المغرب منذ سنة 2000. ويتراوح وزنها من 7 كيلوغرامات (تيسنت) إلى 7.2 غرام ومعظمها من نيازك شيرغوتي وصخور نارية من مافية إلى فوق مافية القادمة منا لمريخ.

وواصلت النيازك المريخية السقوط  بالمغرب خلال سنوات2001 و 2003 و 2006 و 2007 و 2008 و 2009 و 2012 و 2013 و 2014 و 2015 و 2016.

وتذكرنا النيازك التي تقع بالمغرب ببحيرتي إسلي و تيسليت الواقعتين في الحديقة الوطنية البيئية بالأطلس الكبير الشرقي قرب إميلشيل، فوفقًا لدراسة تحقق في أصل بحيرتي إميلشيل (إسلي وتسليت) أجراها مجموعة من العلماء من كلية العلوم عين الشق التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ثبت "وجود فوهتي اصطدام تتعلقان باكتشاف نيزك الحديد أجودال ".

وبينت الدراسة التي أجريت في شهر ماي 2013 أنه "تم العثور على هذه النيازك على بعد حوالي 20 كم من هذه البحيرة".  

وقابلت الكاتبة ساندرين كورستمونت خلال رحلتها إلى منطقة كلميم السمارة عبد الرحمن إبهي من جامعة ابن زهر في أكادير. وكان عبد الرحمان مقتنعا بأن البحيرتين تشكلتا نتيجة اصطدام نيازك.

وقال "لقد تشكلتا عندما انقسم كويكب يتدافع نحو الأرض إلى اثنين قبل حوالي 40000 سنة"، وأضاف "كان عرضه أكثر من 100 متر. إنه أكبر كويكب وقع في المغرب".

ولم تكن الدراسة المذكورة أعلاه تدعم نسخة إبهي من القصة. فحسب مجموعة الباحثين "لم يتم العثور على عينات من نيزك حديد أجودال (أو أي نيزك آخر) بالقرب من البحيرتين" وأضافوا " أثبتت نتائج خرائطنا حول حول البحيرتين أنه لا يوجد أي تشوه كبير يحيط بالصخور حول البحيرتين يمكن ربطه مع التشكل الكارثي.

وتشير  سورستيمونت إلى " اكتشاف العديد من الصخور الفضائية في المغرب أكثر من الدول الأخرى وتقع نسبة 95٪ منها من منطقة تاتا".

وأشارت إلى دراسة أجراها عبد الرحمن إيهي بعنوان "سقوط النيزك المغربي واكتشافه: بعض الإحصائيات" (2013) توصل من خلالها إلى أنه "منذ تسجيل أول اكتشاف نيزك سنة 1937 بالقرب من قرية مريرت بخنيفرة تم تسجيل ما مجموعه 946 نيازك موثقة في المغرب".

وأوضح أن معدل تحصيل النيازك في المغرب في ارتفاع. فقد "تجاوز" -حسب الاكتشافات- الدول "ذات مساحة وظروف مناخية مماثلة".

"تم ايجاد أكثر من 95٪ من النيازك الموثقة في شرق المغرب (الصحراء الشرقية المغربية) بما في ذلك العديد من الأنواع النادرة. وقد أثبتت هذه المنطقة أنها واحدة من أكثر المناطق غزارة في العالم من حيث اكتشافات النيزك."
وفي آخر تحديث للنيازك المحصلة في المغرب، قال إيهي سنة 2013 إنه بعد نشر الدراسة على الإنترنت  "تم تسجيل العثور على 946 نيزك (328 من الأوكوندريت و 618 شوندريتس ) وتم تسجيل نيازك مميزة".

وقد أوضح الباحث أن الاكتشافات تتضمن 918 صخرة و 13 نيزك حديدي و 15 صخرة حديدية.  كما أن قسم الجيولوجيا في جامعة ابن زهر يحتفظ بأكبر مجموعة من النيازك المغربية بحسبه.

وأشارت دراسة حديثة أجراها عدد من العلماء في يناير إلى أن النيازك التي سقطت في المغرب وتكساس ، منذ عشرين سنة قد أثارت تساؤلات بشأن الحياة خارج الأرض. وتعتبر الدراسة الذي نشرت في 10 يناير بواسطة ساينس أدفانس أول دراسة كيميائية للمواد العضوية "لإظهار المادة العضوية والمياه في بلورات الملح التي وجدت في النيازك على الأرض".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال