فقد كتب تركي آل الشيخ أمس الأحد، في تدوينة الأولى : "لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026، وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية أولا...اللون الرمادي لم يعد مقبولا لدينا".
وعاد تركي آل الشيخ مرة أخرى بعد مرور خمس ساعات ليغرد بتدوينة ملغومة ومثيرة للغاية قال فيها: "هناك من أخطى البوصلة، إذا أردت الدعم فعرين الاسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت دع "الدويلة" تنفعك…! رساله من الخليج ل المحيط ".
وأجيب تركي آل الشيخ ، هل تدري لماذا لم يطلب المغرب دعم السعودية؟. الجواب بسيط هو أن المغاربة يعرفون أن مصلحة السعوديين اليوم مع أمريكا ويعرفون أن سعودية اليوم لو خيرت بين شقيق عربي أو مسلم وبين زوج ميلاني : دونالد أو زوج إيفانكا: الصهيوني جاريد كوشنر فستختار ما يقربها أكثر من دونالد وميلاني وجاريد وإيفانكا.
المغاربة يعرفون هذا جيدا بدلالة ما فعلته وتفعله السعودية في حق المقاومة والشعب الفلسطيني . فبحضور دونالد وميلاني وجاريد وإيفانكا صنفت حماس بالارهاب وتسعى السعودية بما أوتيت من نفوذ مالي وسياسي إلى تصفية القضية الفلسطينية والقدس في إيطار صفعة القرن.
نعم ، حينما لم يطلب المغاربة دعم السعوديين فلأن الخيط الأبيض من الأسود قد تبين لديهم ففضلوا عدم احراج " اخوانهم" السعوديين. كما أقول لتركي آل الشيخ ، الفاقد للبوصلة هو من يعتقد أن بالمال يمكن أن يشتري الولاءات، الفاقد للبوصلة هو من أشعل الحروب في عدد من الدول العربية ولم يعرف كيف يكسبهما أو يخرج منهما بأقل الخسائر، الفاقد للبوصلة هو صنع بلادن وقاعدته وداعش ومشتقاتها فانقلبوا عليه، الفاقد للبوصلة هو من يسلم نفسه للصهيونية ظنا منه أنها ستكون بجانبه وتخوض الحروب نيابة عنه الفاقد للبوصلة هو من أنفق خمس مائة مليار دولار في أقل من سنة لشراء آسلحة ليس لديه جنود لاستعمالها فقط لكسب ود الغرب وربيبته الصهيونية.
المغرب في تلك الأزمة الحمقاء بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية كان في قمة ضبط البوصلة حينما رفض التموقع مع هذا الجانب أو ذاك وسعى إلى محاولة رأب الصدع عبر وساطة لم تجد عند بعضهم موازين القسط والحكمة ليتفاعلوا معها كي لا تضيع المنطقة في صراع أحمق .
بقي أن أقول أن على وداد الأمة والرجاء العالمي أن يعلنا انسحابهما من البطولة العربية فالكرامة لا ثمن لها وهذه رسالة يجب أن يفهمها من يعتقد أن لكل شيئ ثمن .