كانت التيروصورات - زواحف طائرة كبيرة- أقوى وأكثر تنوعا في نهاية العصر الطباشيري مما توقه العلماء. وكشفت الأحفوريات التي وجدت شمال المغرب تفاصيل غير مسبوقة حول هذه النوع من الحيوانات الشبيهة بالديناصورات.
وأفاد مقال نشرته وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" يوم الثلاثاء بأن باحثين من جامعتي الباث وبورتسموث بإنكلترا وجدوا أن العظام التي تم اكتشافها في المغرب تنتمي إلى أصناف مختلفة ومتميزة من الزواحف الطائرة، ويعتبر هذا الاكتشاف نقطة تحول في تاريخ الأبحاث حول هذه المخلوقات.
فاستناداً إلى الأبحاث السابقة، كان العلماء في الماضي يعتقدون أن هذه الأنواع انقرضت قبل انقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة. لكن هذه الدراسة الجديدة التي اشرفت عليها الجامعتين ونشرتها مجلة "بلوس بيولوجي" تؤكد أن الأحفوريات التي وجدت في المملكة المغربية تنتمي إلى العصر الطباشيري، الذي انتهى مع الانقراض الجماعي الأكثر شهرة في التاريخ.
بالإضافة إلى ذلك، توضح نفس الدراسة أن العظام التي اكتشفت في المنطقة تنتمي إلى أصناف مختلفة من التيروصورات. الأمر الذي يفسر وجود "تنوع ضخم" عند نقطة انقراض هذه الأصناف، مؤكدة أنها كانت لا تزال تتطور وتقوى في ذلك الوقت.
وقال البروفيسور ديفيد مارتيل، من جامعة بورتسموث لذات المصدر في تعليقه على الموضوع إن "اكتشافات مثيرة للاهتمام تحدث طوال الوقت، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحدث اكتشاف عظم صغير تغييرا جذريا في مفهومنا لتاريخ الحياة على الأرض".
وبالنسبة لمارتيل، كان اكتشاف هذه الأحفوريات كافيا لتغيير رؤية العلماء عن انقراض التيروصورات. فقد أدى عدم وجود أحفوريات من العصر الطباشيري بالباحثين إلى اعتقاد أن تلك الزواحف الطائرة كانت تسير ببطء نحو الانقراض وأن عددا قليلا منها فقط بقي عند حلول فترة العصر الجيولوجي "الطباشيري".
وفسر الدكتور نك لونغريتش، من جامعة باث لنفس المصدر أنه "للتمكن من النمو بحجم ضخم والمحافظة على القدرة على الطيران، طورت التيروصورات هياكل عظمية خفيفة الوزن بشكل لا يصدق، وعظام رقيقة وجوفاء مثل إطار دراجات السباق. لكن للأسف هذا يعني أن هذه العظام هشة، وبالتالي لم يبقى شيء تقريبا منها في هذه الأحفوريات".
وقد تم العثور على أحفوريات تيروصور في الصخور البحرية شمال المغرب، يعود تاريخها إلى 66 مليون سنة. وهي الأصناف الأحدث من نوعها التي عاشت على الأرض خلال المرحلة الأخيرة من العصر الطباشيري.
وأكد الدكتور برايان أندرياس، وهو باحث مساعد في جامعة تكساس في أوستن ومؤلف مشارك في هذه الدراسة لـ " أسوشيتد برس " أن "الأحفوريات المغربية تروي الفصل الأخير من قصة التيروصور – وتخبرنا أن التيروصور كان يهيمن على السماء أكثر من الأرض والبحر في 150 مليون سنة السابقة".