أجرى وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل على هامش زيارته إلى روسيا حوارا مع قناة "روسيا اليوم" الحكومية الروسية، وقال فيه إن بلاده تعتبر المغرب العربي خيارا استراتيجيا.
وأكد مساهل أن بلاده تأمل "دائما بالاندماج المغاربي، لأسباب تاريخية، وأسباب ثقافية، وأسباب دينية، وأسباب سياسية وأسباب اقتصادية".
قضية الصحراء لا تعرقل بناء المغرب العربي !
وتابع قائلا "نحن البلد المغاربي الوحيد الذي عنده حدود مع كل البلدان المغاربية، وبالنسبة للبنية التحتية، نملك الطريق السيار غرب شرق الذي يربط الحدود التونسية بالحدود المغربية، والطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بالنيجر. وعندنا خط كذالك ينطلق من الحدود اللتونسية إلى الحدود الموريتانية، فيما يخص البنية التحتية عندنا نظرة جهوية، ونحن نأمل بالاندماج الجهوي ورسالة الرئيس كانت رسالة واضحة" في إشارة إلى برقية الرئيس الجزائري الموجهة للقادة المغاربيين بمناسبة ذكرى تأسيس اتحاد المغرب العربي.
وذهب الوزير الجزائري إلى حد القول ان بلاده "ذهبت أبعد من ذلك قلنا إذا كانت هناك مشاكل سياسية (...) قضية الصحراء الغربية ربما تعرقل بين قوسين، نحن بالنسبة لنا لا تعرقل" بناء الاتحاد المغاربي.
وعاد سنوات إلى الوراء وقال إنه في سنة 2001، عندما كانت الجزائر تترأس اتحاد المغرب العربي "فكرنا في إنشاء مجموعة اقتصادية مغاربية، وقلنا لنترك الاندماج السياسي جانبا، ونتكلم عن الاندماج الاقتصادي بسياسات موحدة، في ميدان البنية التحيتية والفلاحة ومكافحة التصحر".
وزاد قائلا "الاندماج يأتي من سياسات موحدة من دول الجوار، وهذا لا زال على الطاولة، ونأمل أن نعود إلى هذه الأفكار ونحن منفتحون كما جاء في رسالة عبد العزيز بوتفليقة لنظرائه المغاربيين، بالنسبة لنا الاندماج المغاربي خيار استراتيجي، نعيش في عالم لا يرحم نعيش في عالم التكتلات".
كلام للاستهلاك الإعلامي
لكن قبل الحديث عن رغبة بلاده في بعث اتحاد المغرب العربي الذي ظلا جامدا منذ تأسيسه في 17 فبراير من سنة 1989، لم يفوت مساهل الفرصة لمهاجمة المغرب كعادته، وقال أثناء حديثه عن التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة "لا فرق بين تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة وهذا يأتي من تجارة الحشيش والمخدرات" في إشارة ضمنية إلى المغرب، حيث دأبت الجزائر منذ سنوات على اتهام المملكة بـ"إغراقها" بالحشيش والمخدرات.
ويبقى حديث الوزير الجزائري عن عمل بلاده على إحياء اتحاد المغرب العربي، مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، وتشير كل المعطيات إلى عكس ما يدعي، حيث ظلت بلاده متمسكة بإغلاق حدودها البرية المغرب، منذ سنة 1994.
كما سبق لمساعي الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي في الأشهر الأولى من سنة 2012 لعقد قمة مغاربية في تونس، أن اصطدمت بالرفض الجزائري.
آنذاك حصل المرزوقي على موافقة كل من المغرب وليبيا وموريتانيا لعقد قمة مغاربية، فيما اكتفى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالحديث عن موافقة من حيث المبدأ، قبل أن يتراجع عن ذلك.
ورغم محاولة مساهل التأكيد على أن نزاع الصحراء لا يقف عائقا أمام بناء اتحاد المغرب العربي، إلا أن الجزائر كانت في سنة 2012، قد عارضت ضمنيا اقتراح المنصف المرزوقي بوضح قضية الصحراء جانبا والمضي قدما في بناء مؤسسات الاتحاد.
كما أن مساهل نفسه الذي تحدث عن رغبة بلاده في بناء اتحاد المغرب العربي، تسبب في العديد من المناسبات في خلق أزمات سياسية مع المغرب بسبب تصريحاته العدائية، كان أخرها اتهامه للمملكة بتبييض أموال المخدرات في إفريقيا.
يذكر أن اتحاد المغرب العربي يعاني من موت سريري بسبب الخلافات المغربية الجزائرية أساسا، وكانت آخر قمة يعقدها الزعماء المغاربيون هي قمة سنة 1994، وأمام هذا الوضع بدأت بعد الدول المغاربية تبحث عن الاندماج في مجموعات إقليمية أخرى كما هو الحال بالنسبة للمغرب وتونس.