أكد سفير جمهورية روسيا الاتحادية بالمغرب، فاليري فوروبيوف، اليوم الأربعاء بفاس، أن العلاقات بين موسكو والرباط "علاقات جيدة ومتينة"، مبرزا أن الروابط القائمة بين البلدين تعد "تاريخية، ولم تشهد أي مشكل أو أزمة".
وقال السفير، في درس افتتاحي ألقاه بكلية الطب والصيدلة بفاس، تحت عنوان "آفاق العلاقة المغربية الروسية في ضوء زيارة الوزير الأول الروسي للمملكة المغربية"، إن علاقات التعاون الثنائي ما فتئت تتطور في شتى المجالات بفضل الإرادة المشتركة لقيادتي ومسؤولي البلدين.
وأبرز السفير في هذا الشأن تأكيد الوزير الأول الروسي، ديميتري ميدفيديف، خلال زيارة العمل والصداقة التي قام بها مؤخرا للمغرب، الاهتمام الذي توليه بلاده لتعميق الشراكة الإستراتيجية مع المملكة المغربية، وهي الشراكة التي تعززت منذ الزيارة الأولى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لروسيا سنة 2002 ، والتي تتطور "على أسس ثابتة ومتينة".
كما أبرز النتائج الإيجابية لهذه الزيارة، ومنها التوقيع على 11 اتفاقا للتعاون الثنائي من شأنها تعزيز الترسانة القانونية التي تؤطر الشراكة الاستراتيجية المغربية- الروسية، والتي سبق وأن تعززت ب 16 اتفاقية وقعت في مارس 2016 بمناسبة زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لروسيا.
وتهم هذه الاتفاقات مجالات التعاون الجمركي والفلاحي والعسكري والدبلوماسي والإداري والتجاري والثقافي والنجاعة الطاقية والطاقات المتجددة والاستعمال السلمي للطاقة النووية.
وأشار السفير الروسي إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 2,5 مليار دولار، وهو "رقم مهم"، مضيفا أن الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين وصلت إلى 27 اتفاقية، فيما تتواصل الزيارات والاتصالات بين مسؤولي البلدين على أكثر من صعيد من أجل الدفع بمسار التعاون المشترك في مختلف القطاعات لما فيه مصلحة البلدين الصديقين.
ونوه الدبلوماسي الروسي بالتقدم الذي يشهده المغرب في مختلف الميادين، والإصلاحات التي باشرها، خصوصا بعد إقرار دستور 2011 الذي يعد "دستورا تقدميا جدا"، منوها من جهة أخرى بالعلاقات الوثيقة القائمة بين المغرب وروسيا على صعيد المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة حول القضايا الراهنة.
كما أشاد بالدور "الرائد" الذي يقوم به المغرب في مجال مكافحة الإرهاب بالمنطقة وعلى الصعيد الدولي، مشددا على ضرورة تنسيق الجهود الثنائية في المجال الدبلوماسي وتعزيز التعاون بين الطرفين على صعيد الدبلوماسية الموازية، حيث يضطلع المجتمع المدني بدور كبير في هذا الشأن.
ولم يفت الدبلوماسي الروسي الإشادة بتأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم للطور النهائي لمونديال 2018 بروسيا، مبرزا الاتصالات الجارية من أجل تسهيل المشاركة المغربية في هذا العرس الكروي العالمي، ومنها بالخصوص السماح للمغاربة الحاصلين على تذاكر سفر لروسيا بزيارة موسكو دون تأشيرة ما بين منتصف شهري يونيو ويوليوز القادمين.