عبرت فرق الأغلبية والمعارضة بمجلس النواب عن تنديدها بالتصريحات اللامسؤولة لوزير الخارجية الجزائري، التي استهدفت سياسة المغرب وحضوره بإفريقيا.
وشدد رؤساء فرق نيابية، في مستهل جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب أمس الإثنين، على أن هذه التصريحات تتوخى التشويش على زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء للمنطقة، مؤكدين أن هذه التصريحات لن تؤثر على علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري.
وفي هذا السياق، قال ادريس الأزمي الإدريسي، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري، تعكس سعيه لتصدير عجز بلاده على مستوى السياسة الداخلية والخارجية، مؤكدا أن هذه المناورة لا يمكن أن تنطلي على الشعب الجزائري ولا على الدول الإفريقية التي تعرف المغرب جيدا.
وأكد الأزمي، في كلمة باسم فرق الأغلبية، أن المغرب ينأى بنفسه عن الخوض في القضايا الداخلية للدول، ويحترم سيادتها، معربا عن أمل البرلمانيين المغاربة في أن ينعم الشعب الجزائري الشقيق بالديمقراطية والاستقرار والتنمية بما ينعكس إيجابا على كل شعوب المنطقة.
وشدد على مواصلة المغرب بناء وتعميق الخيار الديمقراطي وبناء اقتصاد قوي ومؤسسات اقتصادية منفتحة وصاعدة وعصرية، مؤكدا أيضا على مواصلة السياسات الاجتماعية المندمجة والمستدامة وتفعيل سياسة خارجية مبنية على احترام الأعراف والتقاليد وعلى الاحترام المتبادل بين الدول والتضامن الفعال بين الشعوب الإفريقية.
من جانبه، عبر فريق الأصالة والمعاصرة عن استنكاره الشديد لهذه التصريحات واصفا إياها ب"الامسؤولة".
وأكد محمد اشرورو رئيس الفريق بالمجلس ، أن التصريحات اللامسؤولة الصادرة عن الوزير الجزائري، لن تمس بالعلاقات المغربية الإفريقية، ولا بالعلاقة مع الشعب الجزائري الشقيق، مؤكدا أن المزاعم الكاذبة لا يمكنها إخفاء المشاكل الحقيقية للبلد الجار والتي تمس شرائح عريضة من الساكنة الجزائرية.
ودعا أشرورو إلى المزيد من الانخراط لفائدة إفريقيا، مؤكدا أن الأمر يتعلق برؤية واضحة تؤمن بالدول والشعوب الشقيقة في افريقيا وتستثمر في مستقبل مشترك لهذه البلدان.
من جهته، وصف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية تصريحات وزير الخارجية الجزائري، ب"النشاز والخارجة عن نطاق الأعراف الدبلوماسية"، مؤكدا وعي المغرب بأن هذه التصريحات المغلوطة تستهدف التشويش على الجولة التي يقوم بها المبعوث الأممي بالمنطقة من خلال محاولة افتعال مواجهة بين المغرب والجزائر التي تعتبر المعني الحقيقي بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وعبر رئيس الفريق نور الدين مضيان، عن إدانة الفريق لهذه التصريحات اللامسؤولة، بما تحمله من افتراءات وادعاءات باطلة لا تستند على أي أساس، وعن تضامنه المطلق مع المؤسسات البنكية وشركة الطيران المغربية التي أبانت عن قوتها في المساهمة في تعزيز دعائم الشراكة المغربية الإفريقية بروح وطنية صادقة.
وأكد أن هذه التصريحات تعكس شعور الجزائر بهزيمة دبلوماسيتها بالقارة الإفريقية وخوفها من تنامي دور المغرب بها، ومن تعزيز دوره الجيو-استراجي كقوة إقليمية صاعدة.