القائمة

أخبار

القمة 29 للاتحاد الإفريقي: الملك محمد السادس يركز في خطابه على الشباب والهجرة

وجه الملك محمد السادس، خطابا إلى القمة 29 لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التي افتتحت اليوم الاثنين بأديس أبابا.

(مع و م ع)
نشر
قمة الاتحاد الإفريقي
مدة القراءة: 3'

ألقى الأمير مولاي رشيد خطابا موجها من الملك محمد السادس إلى القمة الـ29 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بأديس ابابا، وذلك في أول مشاركة للمغرب في قمة الاتحاد الإفريقي بصفته عضوا كامل العضوية في هذه المنظمة القارية.

وجاء في الخطاب الملكي أنه بعد قرار القمة الماضية الموافقة على طلب لمغرب الانضمام للاتحاد الإفريقي "تابع المغرب مسار الانضمام للآليات القانونية، قصد المشاركة الكاملة في أنشطة المنظمة، والإسهام في أجندة كافة أجهزتها".

وأكد الملك محمد السادس أن المغرب شارك "في كل الاجتماعات، بنفس الروح البناءة، التي أعلنت عنها في خطابي بأديس أبابا، عندما أكدت أننا: "لا نرغب إطلاقا في التفرقة، كما قد يزعم البعض"... "فبمجرد استعادة المملكة المغربية لمكانها فعليا داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكب على لم الشمل، والدفع به إلى الأمام".

وتابع الملك قائلا "لقد كنا دائما واثقين بأن أفريقيا تستطيع أن تحول التحديات التي تواجهها، إلى رصيد حقيقي من التقدم والاستقرار. فالنمو الديمغرافي الذي تشهده قارتنا، ومؤسساتها، وكذا الهجرة والشباب، كلها فرص يجب علينا جميعا استغلالها".

وأضاف أن "المغرب يريد أن يساهم في إقلاع إفريقيا جديدة : إفريقيا قوية وجريئة، تدافع عن مصالحها ؛ وإفريقيا مؤثرة على الساحة الأممية".

وأكد الملك محمد السادس أن "تقدم إفريقيا يمر عبر إعادة هيكلة مؤسساتها القارية، بما يضمن الاستجابة الكاملة والضرورية للتحديات التي يتعين رفعه".

وتابع أن إصلاح الاتحاد الإفريقي يشكل "ورشا هاما، يلتزم المغرب بالمشاركة فيه إلى جانب باقي الدول الشقيقة".

مستقبل إفريقيا رهين بشبابها                     

وأوضح الملك في خطابه أن "انتهاج سياسة إرادية موجهة نحو الشباب، من شأنه تركيز الطاقات على التنمية. فمستقبل إفريقيا يبقى رهينا بشبابه، إذ أن ما يقارب 600 مليون إفريقي وإفريقية من الشباب. كما يرتقب وصول عدد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، إلى 400 مليون شخص في أفق 2050".

وتابع أنه "من هنا، تبرز الضرورة الملحة لتوجيه هذا الرصيد الديمغرافي نحو إقلاع القارة. وهو ما سيتيح لإفريقيا فرصة غير منتظرة للاستفادة من يد عاملة شابة ومتعلمة ووافرة لتطعيم نموها الاقتصادي".

وقال الملك محمد السادس أن وضع حد لظاهرة البطالة التي تضرب بقوة شباب القارة يقتضي إعمال "معالجة إرادية للثلاثية المكونة من "التربية والتعليم العالي والتكوين المهني" تكون الجودة العالية فيها شرطا أساسيا".

وأضاف أن وضع حد لهذه الظاهرة يكمن أيضا "في الاستثمارات الضرورية والمستدامة والحكيمة في ميادين التربية والتعليم والصحة والتكوين المهني والشغل".

الهجرة..خسارة لا مبرر لها

وتحدث الملك محمد السادس في خطابه عن الهجرة وقال إن "إن إفريقيا تفقد أبناءها بسبب الهجرة الشرعية أو غير الشرعية، وهي خسارة لا مبرر لها".

وتساءل"هل ستكون أعماق مياه البحر المتوسطي مصير شبابنا؟ وهل ستتحول حركيتهم إلى نزيف مستمر؟ بل يتعين علينا أن نتحكم فيها وأن نجعل منها ورقة مربحة".

وأكد الملك أنه بصفته "مسؤولا لقيادة مسألة الهجرة تم اختياره خلال الدورة 28 للقمة، فإنني أعتزم تقديم مساهمة تتمحور حول ضرورة تطوير تصور إفريقي موحد لرهانات الهجرة وتحدياتها، يكون الهدف الأول منه تغيير نظرتنا تجاه الهجرة، والتعاطي معها ليس كإكراه أو تهديد بل كمصدر قوة إيجابية".

وعاد الملك ليتساءل "ألم تكن الهجرة عبر مر العصور عاملا أساسيا في تقارب الشعوب والحضارات؟".

وقال "إن التعامل مع التحدي الذي تشكله الهجرة يستوجب مقاربة خلاقة من شأنها تقييم أسبابها وتداعياتها وكذا التفكير في الحلول المتاحة، لاسيما عبر إقامة تناسق بين سياسات التنمية والهجرة".

وختم الملك محمد السادس خطابه قائلا "يتعين علينا العمل جميعا لبلورة أجندة إفريقية حول هذا الموضوع، تتمحور حول رؤية مشتركة للسبل والوسائل الكفيلة بمعالجة مسألة الهجرة داخل قارتنا وأمام الهيئات الدولية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال