ما موقف الإسلاميين المغاربة من الأزمة بين قطر والدول الخليجية؟

قررت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، مقاطعة قطر وهم جميعا أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، واتخذت هذه الدول إلى جانب مصر قررا بفرض حصار جوي وبحري وبري على هذه الإمارة الصغيرة، واصطفت دول أخرى من بينها الأردن وموريتانيا وتشاد والسينغال إلى جانب السعودية، في الوقت الذي فضل فيه المغرب الذي يعد حليفا استراتيجيا لدول الخليج إلى حد الآن الصمت.

وتتهم السعودية وحلفاؤها قطر بدعم الإرهاب، من خلال احتضانها للعديد من قيادات تنظيم الإخوان المسلمين المصري، وحركة حماس الفلسطينية، إضافة إلى اتهامها بربط علاقات مع جمهورية إيران الإسلامية.

العدل والإحسان: الأزمة الخليجية تخدم أعداء الأمة

وفي تعليق منه على الأزمة بين بلدان الخليج قال فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان المحظورة قانونا، إن "هذه الأزمة لا يمكن أن يستفيد منها إلا أعداء الأمة والكيان الصهيوني والأنظمة الاستبدادية، وأظن أن الأمة الآن ليست في حاجة لمثل هذه الأزمات التي ستزيد من تعميق الجرح العربي والإسلامي".

ورأى أرسلان أن "الأمة محتاجة إلى جمع الشمل وجمع الكلمة، ومحتاجة لأن تتوجه إلى أصل الداء والقضية المركزية التي هي القضية الفلسطينية وما تتعرض له القدس من تهويد وإبادة، هذه هي المشاكل الحقيقية التي يجب البحث عن حلول لها عوض خلق مشاكل أخرى".

وأكد أن ما جرى بعد "زيارة ترامب للمنطقة، لا يمكن أن يرضي أحد، وخصوصا أن ما يقع الآن هي قضايا تتعلق بالأنظمة ولا تتعلق بالشعوب، نحن الآن نتفرج على ما تفعله الأنظمة. الشعوب بعيدة عن هذه المواقف وهذه التصرفات".

وفي إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت جماعة العدل والإحسان تقف في صف قطر قال "نحن لا نريد أن نصنف مع طرف على حساب طرف آخر، نحن ضد التفرقة وضد المواقف التي تتهم أطرافا وأنظمة وشخصيات معروفة بالإرهاب". وتابع أنه لا يجب أن نتهم "دولة بالإرهاب لأنها تستضيف المقاومة وعلماء الأمة والمضطهدين"، وخلص إلى أن "القضية عندها بعد سياسي أكثر من كون هذه الاتهامات حقيقية".

العدالة والتنمية: لم نناقش الموضوع بعد

من جانبه رفض سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ومسؤول قسم الإنتاج والإعلام بذات المؤسسة الحزبية، التعليق على ما يجري بين دول الخليج العربي واكتفى بالقول "لم نلتق بعد لنتحدث في الموضوع".

وبدوره اكتفى عبد الرحيم الشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح التي تعد الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، في تصريح لموقع يابلادي بالدعوة "إلى تغليب صوت الحكمة والحوار على أي أسلوب آخر لمعالجة هاته المشاكل الواقعة بين دول عربية كان المفروض فيها أن تكون موحدة".

فيما وصف عضو حزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي، الذي سبق أن أعفي من مهامه الحزبية السنة الماضية ما يقع بـ"الوضع المخزي الذي يكرس التشردم والتفرقة، والتبعية للخارج، ويقدم خدمات كبيرة للصهاينة المتربصين بالأمة".

وأضاف أن الاتهامات التي تتبادلها دول الخليج "لن يصدقها أحد، فكلهم ضالعون في التشويش على بعضهم البعض والتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الأقطار، الاتهامات ليس لها قيمة. التفاهات عندما تبدأ لا تنتهي".

وتابع أن ما يقع "أمر مقرف، وبالمناسبة لا أحد ينتظر من هذه الأقطار شيئا مفيدا"، وعن الصمت المغربي قال "لا أظن أنه مطلوب من المغرب أن يتدخل في أمور يلفها الغموض، فيمكن بين عشية وضحاها أن تتفاهم الدول المتنازعة. يجب على المسؤولين المغاربة أن يتركوهم لتناقضاتهم، ولا يجب عليهم أن يصطفوا إلى جانب جهة على حساب الأخرى".

وهاجم أفتاتي جميع الدول الخليجية وقال "هم يخدمون أجندة الأجانب والاستعمار، هذا ليس وليد اللحظة وليس وليد زيارة ترامب، هم خدام أقحاح للأمريكان ولا يحتاجون إلى زيارة ولا إلى نصف زيارة، هذا أمر معروف عليهم منذ القدم".

واتهمهم بتقديم "خدمات لإسرائيل بمقابل تأمين الصهاينة لأنظمتهم، وهذا ليس خافيا على أحد، وهذا لن يغير من الأمر شيئا. الفلسطينيون لا يتوقف كفاحهم على دعم هؤلاء، لا أعتقد أن استمرار الكفاح الفلسطيني وتجدده يتوقف على هؤلاء البؤساء، لو توقف على هؤلاء لمات منذ سنوات".