أفاد السفير الفرنسي بالمغرب جون فرانسوا جيرو ، أمس الثلاثاء بفاس ، بأن نحو 36 ألف مغربي يتابعون دراستهم بفرنسا، مشكلين بذلك الجالية الأولى من الطلبة الأجانب بهذا البلد بعد نظرائهم الصينيين.
وأبرز جيرو ، على هامش افتتاح فضاء للاتصال فرنسا- المغرب، أن الحضور الطلابي المتميز للمغاربة ببلاده لما يحققونه من نجاحات في دراساتهم، هو أحد تجليات العلاقة المتفردة القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية.
وأوضح أن الفضاء الجديد للاتصال بفاس سيمكن طلبة هذه المدينة ومكناس والمنطقة الشرقية من تلقي دراساتهم في ظروف مثالية ومهنية، مضيفا أنه سيوفر لهم كذلك خدمة للقرب وسيعفيهم من عناء التنقل إلى الرباط لإعداد ملفاتهم، مما يعتبر تقدما من شأنه تطوير تنقل هؤلاء الطلبة المغاربة نحو فرنسا.
وذكر السفير في هذا الصدد، بأن البلدين جعلا في سنة 2013 تكوين الشباب ضمن أولويات العلاقة الثنائية، بموجب تعاون مكثف تم الاتفاق عليه في مجال التربية والتكوين المهني والتكوين العالي للشباب.
وقال إن التكوين العالي أساسي لمستقبل المغرب وفرنسا، مشيرا إلى أن 850 ألف شاب مغربي (مقابل 300 ألف قبل ست سنوات)، يوجدون حاليا بالجامعة.
وحسب جيرو، فإن برنامجا مهما من المنح يتم تنفيذه سنويا لفائدة أزيد من 500 طالب يتابعون دراستهم بفرنسا، مضيفا أن القنصليات الفرنسية الست بالمملكة تمنح بشكل دائم ، حسب الشروط الموضوعة ، تأشيرة (شينغن) لمدة لا تقل عن 12 شهرا لكافة الطلبة المغاربة، منهم الحاصلين بفرنسا على شهادة الماستر والدكتوراه، مما يمكن من تشجيع التنقل الدوري بين ضفتي المتوسط.
وقد افتتح فرع جديد بفاس لمكتب الاتصال فرنسا- المغرب، لينضاف إلى الفضاءات المماثلة التي تم إحداثها في عدد من مدن المملكة.
وجرى الافتتاح في حفل رسمي بحضور السيد جون فرانسوا جيرو، ووالي جهة فاس-مكناس عامل عمالة فاس سعيد زنيبر، والقنصل العام لفرنسا بالعاصمة العلمية فرانسوا كزافيي تلييت، ومدير المعهد الثقافي الفرنسي بفاس كريستوف ستيلر، ومنتخبين وعدة شخصيات.
ويعد هذا الفضاء الجديد الرابع من نوعه بعد تلك المحدثة بكل من الرباط سنة 2005 ، والدار البيضاء في 2012 ، ومراكش (2014).
ويهدف مكتب الاتصال المغرب- فرنسا، من خلال فروعه الأربعة بالمملكة، من بين أمور أخرى ، إلى تشجيع الدراسات العليا بفرنسا، ومرافقة الطلبة في مشاريعهم الدراسية، وتسهيل إجراءات التسجيل لدى الجامعات والمدارس ال250 بهذا البلد، وإطلاع المسجلين على الحيثيات المتعلقة بالمغادرة والاستقبال بفرنسا وذلك بتعاون مع القنصليات، فضلا عن دعم وتطوير عملية التنقل المؤطرة من خلال تبادل الزيارات بين المؤسسات المغربية والفرنسية.