وقال رئيس جزر القمر ، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية المنعقدة بمراكش ما بين 7 و18 نونبر الجاري، أن المغرب يحظى بمكانة متميزة داخل الاتحاد الإفريقي، كما أن القارة الإفريقية في حاجة للمغرب ولريادة هذا البلد".
وأضاف رئيس جزر القمر أن عودة المملكة للاتحاد الافريقي تعتبر "ضرورية للمضي قدما في تعاوننا الثنائي وكذا المتعدد الأطراف".
وعودة إلى مسلسل مغادرة المغرب لمنظمة الوحدة الإفريقية سابقا والتي كان أحد مؤسسيها ، قال عثمان غزالي "بصراحة، جزر القمر وكافة الدول الإفريقية افتقدت كثيرا غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي".
وعلى الرغم من غيابه، يقول غزالي فإن المغرب لم يتوانى في نسج "علاقات جد متميزة مع جميع البلدان الإفريقية"، موضحا أن المغرب ومن خلال المبادرات التي يقوم بها لفائدة البلدان الافريقية يؤكد التزامه اتجاه القضايا التي تهم القارة.
واستطرد قائلا " اليوم ، الاتحاد الافريقي والدول الافريقية ، بشكل عام، مقتنعة تماما أكثر من أي وقت مضى بأنها مدعوة الى التوحد على الرغم من اختلاف الأخطار المناخية التي تواجهها كل دولة".
كما توقف رئيس الدولة عند مستوى تنظيم قمة المناخ "كوب22" الذي كان "متميزا" وشكل "فخرا كبيرا" لكافة البلدان الافريقية.
وأكد أنه بعد قمة المناخ "كوب21" التي عقدت بفرنسا وتوجت باتفاق باريس، تشكل قمة "كوب22" والتي تعتبر قمة العمل، "فخرا كبيرا" للقارة الافريقية، مضيفا أن بلدان القارة "تعتز بانتماء المغرب إلى هذه القارة".
وأبرز رئيس دولة جزر القمر أن انتظارات افريقيا من هذا المؤتمر كانت ايجابية ، قائلا "نحن مرتاحون لمستوى وجودة النقاشات التي طبعت هذا الحدث وخاصة ما يتعلق بمقترحات ومطالب البلدان الافريقية التي تعد أول المتضررين من التغيرات المناخية"، مسجلا أن العالم برمته وافريقيا بالخصوص "في حاجة إلى القيام بأعمال" من أجل حماية المناخ.
وعبر الرئيس في هذا السياق، عن "تشكراته وتهانئه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الاستقبال الحار والأخوي الذي خص به المشاركين وكذا الإجراءات المتخذة لضمان "نجاح" هذا المؤتمر.
وسجل أن إحدى نجاحات قمة المناخ بمراكش تتمثل في تفعيل توحيد وإلتقائية وجهات نظر البلدان الافريقية حول مخاطر التغيرات المناخية والوسائل الكفيلة بمواجهتها، قائلا " لدينا مصير مشترك ونتقاسم نفس الاهتمامات، كما أن البلدان الإفريقية مدركة أننا جميعا ضحايا ويتعين علينا التفكير سويا".
و أضاف أن التزام المغرب اتجاه أصدقائه الأفارقة تمت ترجمته خلال هذه القمة وكذا خلال قمة العمل الإفريقية التي عقدت أمس الأربعاء على هامش هذا الحدث العالمي بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أنه بفضل رؤيته المتبصرة، تمكن جلالة الملك من جمع قادة الدول الافريقية وشركائها ( الاتحاد الأوربي، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين ..) من أجل تحديد خارطة طريق بالنسبة لمستقبل التعاون بين جميع الأطراف.
كما أشاد بعمل صاحب الجلالة "على اعطاء الكلمة لإفريقيا وللدول الجزرية "، موضحا أنه تم وضع ثلاث لجان على المستوى الافريقي، ضمنها لجنة للدول الجزرية التي ستترأسها دولة السيشل بغية متابعة القرارات المتخذة خلال قمة المناخ المقبلة.
و"إذا كانت البلدان المتقدمة ، يقول رئيس جزر القمر، ، قد قررت خلال قمة "كوب21" بباريس تعبئة موارد مالية مهمة لفائدة البلدان التي تعاني الهشاشة بسبب التغيرات المناخية، فإنه علينا نحن الأفارقة أن نكون موحدين ونتحدث بخطاب واحد للاستفادة أيضا"، مبرزا أن افريقيا وانشغالاتها وأولوياتها ستكون حاضرة بقوة خلال قمة المناخ المقبلة وذلك بفضل المبادرات التي يقوم بها المغرب.
وبخصوص العلاقات الثنائية، وصف رئيس دولة جزر القمر علاقات التعاون بين المغرب وبلاده ب"المتميزة، والخاصة، والمتسمة بالدينامية"، مؤكدا حرصه الشديد على المضي قدما في تعزيز هذا التعاون.
وفي هذا السياق، أعرب عن الأمل في الاستفادة من تجربة وريادة المملكة في العديد من المجالات وخاصة تلك المرتبطة بالطاقات المتجددة ومواجهة مخاطر وآثار التغيرات المناخية.