ويسود جو من الحماس والتفاؤل عناصر الفريق الوطني، التي تراهن على حسم النتيجة بالغابون بتسجيل نتيجة إيجابية، والأكيد أنها تعي تمام الوعي جسامة المسؤولية وأهمية نتيجة هذه المباراة في إعادة الثقة للجمهور المغربي المتعطش إلى الإنجازات والألقاب، وإن كان المغرب في مجموعة حديدية تضم منتخبات كوت ديفوار، صاحب المشاركات المتتالية بالمونديال، ومالي الصاعد بقوة، والغابون الذي يضم لاعبين ينشطون بدوريات أوروبية قوية، يتقدمهم نجم بوروسيا دورتموند الألماني، وأفضل لاعب في إفريقيا أوباميانغ.
ولا شك أن المجموعة الوطنية ستكون لها كلمتها في هذا اللقاء خاصة بتشكيلتها الحالية والمعنويات العالية التي تتمتع بها واللقاءات والتداريب التي خضعت لها، كلها وغيرها عوامل تجعلها على أتم الاستعداد لخوض غمار لقاء السبت والخروج بنتيجة مشرفة.
كما أن جوا من الانسجام والتفاهم يسود بين اللاعبين المغاربة، وتحذوهم جميعا إرادة قوية في الظهور بمظهر مشرف في هذا اللقاء، على أمل العودة للمونديال بعد غياب امتد 20 عاما، وهي أطول مدة غياب للأسود عن المحفل العالمي.
والأكيد أن المباراة لن تكون سهلة، ومع ذلك لا خيار أمام المنتخب الوطني سوى الفوز، وأن نتيجة غير ذلك تعني أن المنتخب المغربي سيدخل في نفق معقد مهمته في المباريات المتبقية، ما يستدعي نهج خطة تكتيكية هجومية دون إغفال الجانب الدفاعي للحفاظ نظافة الشباك.
وعلى الرغم من أن الكل يجمع على أن أسود الأطلس التي تكبر مع الكبار، قادرة على اجتياز عقبة الغابون، فإن توخي الحذر يبقى ضروريا في مثل هذه اللقاءات، وأمام منتخب عنيد يسعى بدوره إلى الفوز في المباراة الأولى خاصة على أضره وأمام جمهوره.
ففي تصفيات كأس العالم كان دائما للمباراة الأولى أثرها سواء السلبي أو الإيجابي على الأسود، ففي دورة 2002 حقق المنتخب الوطني نتيجة التعادل بهدف لمثله أمام أضعف منتخبات مجموعته آنذاك التي ضمت مصر والجزائر والسنغال، ورغم أنه تدارك الوضع في المباريات اللاحقة إلا أنه دفع غاليا ثمن ذلك التعادل وتعرض للإقصاء في نهاية الأمر.
وفي إقصائيات 2010 أخفق المنتخب الوطني في مباراته الأولى بالدار البيضاء أمام منتخب الغابون بهدفين لواحد، وعقد المهمة في بقية المباريات.
وفي 2014 تعادل المنتخب الوطني ومدربه البلجيكي إريك غيريس مع منتخب ناميبيا وهو التعادل الذي قلص حظوظ المنتخب الوطني منذ الجولة الأولى في التصفيات ، قبل أن يخفق في التأهل أمام منتخبات كوت ديفوار وتانزانيا.
لذلك لابد من استحضار كل هذه التفاصيل عندما يخوض المنتخب الوطني مباراته الأولى، فمنتخب الغابون منذ سنوات وهو يقدم أداء جيدا بل وأصبح له اسم في خريطة الكرة الإفريقية.
ولتفادي تكرار سيناريو النسخ الماضية لجأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى خبرة الفرنسي هيرفي رينارد، بديلا لبادو الزاكي، لبلوغ هدف واحد، وهو التأهل لكأس العالم، والمهمة لا تبدو سهلة، حين ينازل الغابون، وهو يتطلع للعودة بنتيجة إيجابية، في ظل غيابات مهمة بالفريق.
وعن الإستعدادات والحالة الصحية للعناصر الوطنية، قال عبد الرزاق هيفتي، طبيب منتخب المغرب، إن استعدادات اللاعبين تسير في أجواء جيدة في مالابو بغينيا الاستوائية، قبل مواجهة الغابون، السبت المقبل، في أولى جولات تصفيات كأس العالم روسيا 2018.
وأضاف هيفتي، في تصريح للموقع الرسمي للجامعة، "نعلم بوجود رطوبة في مالابو، تعمدنا أن نجري معسكرا هنا قبل السفر للغابون".
وتابع طبيب المنتخب أن الجهاز الفني يسعى من وراء ذلك أن يتأقلم اللاعبون مع أجواء الرطوبة العالية، قبل موعد المباراة السبت المقبل بالغابون. ونوه هيفتي، أن مشكلة الرطوبة تتواجد في عدة دول أفريقية، واعتاد عليها اللاعبون.
وشدد هيفتي، الالتزام بوسائل استعادة لياقة اللاعبين، مؤكدا تفاؤله بالطريقة التي تسير عليها الاستعدادات. يشار إلى أن بعثة منتخب المغرب توجهت لمالابو، يوم الإثنين الماضي.