وقال الرجل الاسكتلندي في مقاله أنه دخل إلى الدين الإسلامي رغم أنه لم يلتق أي مسلم طوال حياته، مشيرا إلى أن فكرة دخول الإسلام بدأت تراوده عندما زار تركيا وسمع صوت الآذان، وعند عودته إلى بلاده بدأ في البحث عن معلومات حول الدين الإسلامي.
وأضاف أنه قرأ القرآن ثلاث مرات أملا في تصيد خطأ ما، إلا أنه لم يعثر على أي خطأ، مؤكدا أنه بدأ حينها يشعر بالارتياح.
وكتب في مقاله، أنه بدأ يبحث في المواقع الإلكترونية عن الدين الإسلامي، وتعلم الصلاة عبر الأنترنيت. وحكى كيف كان دخوله لأول مرة إلى مسجد صغير بلدته، وكيف رحب به المسلمون هناك.
وإليكم نص المقال* الذي كتبه آلان روني:
كيف يمكن لرجل اسكتلندي في منتصف العمر أن يعلن إسلامه، رغم أنه لم يلتقِ بأي مسلم طوال حياته؟
بالنسبة لي، بدأ الأمر كله من تركيا أثناء قضاء عطلة على الشاطئ عندما سمعت صوت الأذان ينطلق من أحد المساجد المحلية، لقد أثار شيئاً بداخلي دفعني إلى السعي وراءه.
بعد عودتي إلى إينفيرنيس في إسكتلندا، ذهبت إلى أحد متاجر الكتب المحلية وقمت بأخذ نسخة من القرآن الكريم وبدأت قراءته، طالباً العون من الله في رحلة البحث التي بدأتها، قضيت الكثير من الوقت أصلي، قضيت الكثير من الوقت على ركبتيّ.
كان القرآن بمثابة الصدمة بالنسبة لي، إنه كتابٌ مخيف لأنه يكشف الكثير عن النفس البشرية، وقد كشف لي جانباً من نفسي لم أكن أحبه؛ لذا قررت أن أقوم ببعض التغيير. كان يمكنني التوقف عن القراءة في أي وقت، إلا أني أدركت أن هذا الأمر سيكون بمثابة خسارة شيء مهم للغاية. وكنت أعرف ما ستؤول إليه هذه العملية: سأدخل الإسلام.
واصلت قراءة القرآن حتى أنهيته 3 مرات؛ أملاً في تصيّد أي خطأ، إلا أنه لم يكن ثمة خطأ، كنت أشعر بالارتياح تجاه كل شيء.
كان الجزء الأصعب في هذا الأمر هو تفكيري في ذلك الشخص الذي سأتحول إليه، هل سأكون غريباً؟ هل سأرتدي زياً مختلفاً؟ هل سأتحدث مع الآخرين بطريقة مختلفة؟ وبالتأكيد ما الذي سيظنه أصدقائي وعائلتي وزملائي بي عندما يعرفون بالأمر، أما السؤال الأكثر أهمية فهو: هل سأحب تلك الصورة الجديدة من شخصيتي؟
قضيت الكثير من الوقت على الإنترنت بحثاً عن قصص مَنْ تحولوا إلى الإسلام قبلي. لم تكن القصص متشابهة على الإطلاق، كل شخص منهم كانت له رحلته الفريدة. لكن من الجيد أن يعرف المرء أن ثمة آخرين مرّوا بذات التجربة. ببساطة، عدت إلى هذه المصادر عندما شعرت بالخوف من أصبح منبوذاً.
المواقع الإلكترونية علمتني كيف أستطيع الصلاة باللغة العربية، والاستماع إلى القرآن الكريم وبعض الموسيقى الإسلامية، فالموسيقى بالنسبة لي كانت من الأشياء التي جذبتني في البداية.
طرحت الكثير من الأسئلة في كل المواضيع الممكنة، لأني أعتقد أن هذا أمر بالغ الأهمية قبل أي تحول ديني، أن تسأل نفسك، وأن تفكر فيما تسمعه وما تقرأه جيداً، فإذا شعرت بأن شيئاً ما لا يبدو صحيحاً بالنسبة لك، فهذا يعني أن الأمر غير مناسب، يجب الاستماع لنداء القلب.
استغرقت عملية البحث والتساؤل تلك 18 شهراً، ربما يحتاج البعض وقتاً أقل أو أكثر، لقد فعلت كل هذا الأمر بنفسي دون مساعدة أحد، فلم أقابل أي مسلم حتى ذلك الوقت.
بعد 18 شهراً، اعتبرت نفسي مسلماً، كنت أصلي 5 مرات في اليوم، وأصوم في رمضان، ولا آكل أو أشرب سوى ما أحله القرآن، إلى أن اكتشفت أن هناك مسجداً صغيراً في بلدتي. ذهبت مباشرة إلى المسجد وعرَّفت بنفسي ثم دخلت.
شعر الجميع بالمفاجأة ولم يعرفوا ما الذي يمكن أن يقوموا به في البداية سوى إعطائي بعض الكتب الترحيبية. لقد رحبوا بي منذ البداية، وأنا الآن عضو أساسي في مجتمع هذا المسجد الصغير.
مازال لديّ الكثير لأتعلمه عن الإسلام، وعن التعامل مع الثقافات الأخرى، وهو ما يعد سؤالاً مهماً بالنسبة لي، حيث إن الإسلام يعني بالنسبة لي تقبل الآخرين وتنوعهم. أعتقد أنه بإمكان كل شخص تحديد الهوية الإسلامية الخاصة به مادام ملتزماً بتعاليم القرآن الكريم في النهاية.
هكذا أنا الآن، رجل اسكتلندي مسلم أبيض في منتصف العمر، وأنا سعيد حقاً بذلك.
* ترجمه موقع "هافينغتون بوست عربي"