وبحسب جريدة "المساء" في عددها لنهار الغد فقد اختارت أسماء قريطس، البالغة من العمر 38 سنة التي اعتاد سكان حي السلام بمجموعة الأندلس أن يروها كل يوم، وهي تجر عربتها الضغيرة في اتجاه أزقة وشوارع المدينة لبيع الفول، لإعالة أختها وأمها العجوز، قبل أن تقرر أول أمس الثلاثاء وضع حد لحياتها، بعدما تعمدت شرب سم الفئران، إحساسا منها بالحكرة والظلم الذي زل يلاحقها في كل وقت وحين، ورغم محاولات إنقاذها من الموت، فإنها لفظت أنفاسها الأخيرة، في اليوم نفسه، بالمركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، مخلفة وراءها حزنا شديدا وسط الجيران.
رغم قساوة ظروف العيش، وعنف المحيط، ظلت أسماء حريصة على أن تكسب قوت يومها بعرق جبينها، ولم تقبل يوما على نفسها أن تعرض لحملها لنهش الكلاب، فقاومت كل التحرشات والمضايقات، قبل أن تسقط أخيرا بين يدي وحش آدمي لم يرحمها، وحول حياتها البئيسة إلى جحيم لا يطاق، بعدما ظل يعرضها طيلة أشهر عديدة لحلقات من الاعتداء الجنسي والعنف الجسدي، دون أن يتدخل أحد لتحريرها من قبضته، رغم أن ما طالها وصل صداه مكاتب المسؤولين الأمنيين.
ونقلت الجريدة عن أحد المواطنين قوله إن الجاني المصنف ضمن لائحة الشبان "المشرملين" الذين يقطنون بحي السلام، كان يتهجم يوميا على الضحية، ويضربها بقسوة، ثم يرغمها على مرافقته إلى كوخه، تحت التهديد بسيف، وكان لا يتورع في إلحاق أشد الأذى بها، كلما أبدت مقاومة شرسة لمحاولة اغتصابها من جديد