نريد مدرسة تطرد عنا شبح الجهل....ومعاطف دافئة تطرد عنا شبح البرد و الموت في رصيف الشارع ..... يصرخون من يأخذ لنا حقنا....من يحمينا..... فتاة جميلة مثقفة ومتعلمة وشريفة تطرق الابواب تلو الابواب من اجل عمل يضمن لها الكرامة ويحميها من السقوط في الرذيلة ...وكل باب طرقته تجد خلفه ذئبا بشريا يساومها على العمل مقابل شرفها .....تصرخ يارب ..من يأخذ لي حقي....من يحميني... امرأة ارملة فقيرة تريد ان تبني غرفة متواضعة في سطح بيتها.....قائد المنطقة يساومها.....يريد كيلو من اللحوم الحمراء مقابل اغماض العين....وهي التي لا تعرف غير العدس ولا تأكل اللحم الا مرة في العام....تصرخ في صمت ...من يأخذ لي حقي...من يحميني... امام مسجد يستيقظ قبل كل الناس صيفا وشتاء ليلا ونهارا يفتح المسجد ويغلقه يسخن الوضوء للمصلين ويطرد الاطفال المزعجين....يصيح بأعلى صوته الله اكبر...الصلاة خير من النوم ...وفي عودته الى بيته يركب على متن دراجة عادية قديمة متسخة.....وبجانبه يمر جاهلا مغرور لا يحفظ حتى سورة الفاتحة ويمتطي سيارة فاخرة صادما فقيهنا ...ملقيا به خارج الطريق .....اكمل طريقه متوجها الى البريد ليكتشف ان وزير الاوقاف لم يرسل له بعد تلك الدريهمات التي يصرفها له كل شهر.....يصرخ يارب..من يأخذ لي حقي... من يحميني.... مواطن لجأ الى العدالة من اجل انصافه من الظالم فقلبت الاية فأصبح هو ظالما وظالمه مظلوما...يصرخ من يأخذ لي حقي... من يحميني...امرأة حامل ذهبت الى مستشفى عمومي فيرمونها على ارض باردة وتنتظر لساعات طويلة او حتى لأيام من اجل الولادة..... مواطن اعتقل غدرا وسجن ظلما ثم عروه تماما واذاقوه عذابا اليما ولأن الزيادة في الخير بركة أجلسوه على قرعة كوكا فارغة طمعوا حتى في مائها الأسود كقلوبهم.... شاب مجتهد سهر الليالي من اجل نيل المعالي حصل على شهادات متقدمة ويتمنى الحصول على وظيفة محترمة...ثم يجد ان شابا جاهلا اخذ مكانه بدون سهر ولا شهادة..للأن كل ما له باك +5 ليس باك + صاحبي ..هذه بعض من معاناة اليومية لملايين من البسطاء...أن أعرف انني لن أغير الواقع بهاته الكلمات ...لكن على الأقل الواقع يعرفني انني أعرفه...