جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به بنسعيد لوكالة "الأناضول"، ردا على هجوم حاد شنه وزيرا خارجية زيمبابوي وأنغولا، الثلاثاء، على المغرب بشأن النزاع في إقليم الصحراء، خلال مناقشة المجلس الوزاري للاتحاد الأفريقي.
ودعا بنسعيد زيمبابوي وأنغولا إلى الاطلاع على ملف الصحراء بشكل كبير، "حتى يتبين لهما صحة الموقف المغربي."
ودعا الدبلوماسية المغربية إلى شرح موقفها لبعض الدول، "خصوصا أن بعض الجهات المعادية للمغرب (لم يسمها)، تعمل على طمس حقيقة هذا الملف."
وأكد بنسعيد "على ضرورة تحرك الدبلوماسية المغرب بحسن النية، ومطالبة بعض الدول مثل زيمبابوي وأنغولا بالتعرف على الموقف المغربي خصوصا أن التاريخ والمعطيات تبين صحته."
وقال إن "الجزائر تعمل على الضغط على بعض الدول الأخرى من أجل الاعتراف بالبوليساريو."
وطالب الجزائر بـ"التعامل بعقلانية إزاء هذه القضية نظرا للروابط التاريخية بين الشعبين الجزائري والمغربي."، مشيرا إلى أن الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة يرحبون بالموقف المغربي القاضي بمنح الصحراء حكما ذاتيا.
وأوضح أن مجموعة من الدول الأفريقية غيروا موقفهم إزاء قضية الصحراء بعدما تبين لهم صحة الموقف المغربي.
وشن وزيرا خارجية زيمبابوي وأنغولا، الثلاثاء، هجوما حادا ومفاجئا على المغرب بشأن النزاع في إقليم الصحراء بين الرباط وبين جبهة "البوليساريو".
وهو هجوم جاء خلال مناقشة المجلس الوزاري للاتحاد الأفريقي، في اجتماع مغلق بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مسودة تقرير خاص بأزمة الصحراء يتضمن آخر التطورات، وجهود الاتحاد والأمم المتحدة وتوصيات الاتحاد لاستمرار التفاوض بين أطراف الأزمة على أمل إيجاد حلي سلمي.
وخلال النقاش، دعا وزير خارجية زيمبابوي، سيمباراشي مومبينجيجوي، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأفريقي لعام 2015، إلى إنهاء ما أسماه "آخر استعمار في أفريقيا، وهو استعمار المغرب للصحراء الغربية"، بحسب ما صرحت به لوكالة الأناضول مصادر شاركت في الاجتماع.
أما وزير خارجية أنغولا، جورج ريبيلو شيكوتي، فقد وجه خلال الاجتماع الأفريقي انتقادات مماثلة إلى المغرب، قائلا إن "ما تقوم به المغرب في الصحراء الغربية يعتبر احتلالا من الضروري إنهائه".
وقال مصدر مشارك في اجتماع المجلس الوزاري المغلق للاتحاد الأفريقي، فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة الأناضول، إن "الوزراء الأفارقة فوجئوا بحدة اللهجة التي استخدمها وزيرا خارجية زيمبابوي وأنغولا وكانت خالية من الدبلوماسية ، مضيفا أن "المؤيدين للمغرب لم يعقبوا خلال الاجتماع على هجوم الوزيرين".
ويرى مراقبون أن المناقشات الخاصة بإقليم الصحراء في المجلس الوزاري الأفريقي "كانت عبارة عن انتصارات دبلوماسية للجزائر المؤيدة لجبهة البوليساريو، بفضل التحرك الدبلوماسي القوى، بقيادة وزير خارجية الجزائر، رمضان لعمامرة".
ويربط هؤلاء المراقبون حديث وزيري خارجية زيمبابوي وأنغولا بمواقف الجزائر المساندة للبلدين.
وانسحبت المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية (تحولت لاحقا إلى الاتحاد الأفريقي) عام 1984؛ احتجاجا على قبول المنظمة عضوية "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، التي تنازعَه إقليم الصحراء.