وقالت بوعيدة في جواب لها على أسئلة نواب مغاربة خلال جلسة الأسئلة الأسبوعية في البرلمان المغربي، اليوم الثلاثاء، إن المغرب والجزائر يعيشان على وقع علاقات "متأرجحة" بينهما، مبنية على "التوتر" وإن تخللتها فترات "انفراج غير دائمة".
وأعزت الوزيرة المغربية، التوتر الذي يسمُ العلاقات بين بلادها وجارتها الشرقية، إلى الجزائر "التي تقف ضد أي حل سياسي أممي بشأن النزاع الإقليمي في الصحراء، ودعمها"القوي" و"المباشر" لحركة البوليساريو المطالبة بانفصال إقليم الصحراء عن ما اعتبرتها أراضي مغربية.
واستنكرت بوعيدة ما قالت إنها "محاولات" جزائرية "مُتكررة" لإضعاف المغرب وعزله عن محيطه الإقليمي والجهوي.
وشددت بوعيدة على أن بلادها حريصة "في إطار مبدأ التعاون الثنائي وحسن الجوار"، على مطالبة الجزائر بفتح الحدود البرية بين البلدين المغلقة منذ عام 1994، وعدم رهن تفعيل اتحاد المغرب العربي بسوء العلاقات بين المغرب والجزائر.
ويُشار إلى أن الحدود البرية المغربية الجزائرية مغلقة منذ عام 1994، كرد فعل السلطات الجزائرية على فرض الرباط تأشيرة الدخول على رعاياها بعد اتهام الجزائر بالتورط في حادث إطلاق النار استهدف فندقا بمراكش.
وفي سياق آخر، قالت مباركة بوعيدة إن ملف استعمال السلطات الإسبانية للأسلحة الكيماوية ضد المقاومة والمواطنين المغاربة في منطقة الريف شمال المغرب إبان الاحتلال الإسباني في عشرينيات القرن الماضي، "جد حساس"، وأن المفاوضات بين المغرب وإسبانيا حول هذا الموضوع قائمة من أجل حل دائم لهذه القضية.
وطالبت إسبانيا بـ"قراءة موضوعية وجريئة لهذا الملف الذي هو من مخلفات الاستعمار للأسف"، مضيفة أن المفاوضات بين المغرب وإسبانيا حول هذا الموضوع قائمة من أجل حل دائم لهذه القضية.
وأضافت الوزير المغربية إن بلادها تتعامل مع هذا الموضوع في إطار العلاقات التي وصفتها بـ"المتميزة" مع إسبانيا والحوار البناء المفتوح مع الدولة الإسبانية، وقالت إن هذا الموضوع له أبعاد إنسانية وتاريخية وقانونية وعسكرية وسياسية، وأن هناك حالة من التعبئة الشاملة في المغرب في هذا الملف من طرف الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني.
ويتهم المغرب ومؤرخون مغاربة وإسبان السلطات الإسبانية باستعمال الأسلحة الكيماوية في يعرف بـ"حرب الريف" في منطقة الريف شمال المغرب في سنوات 1921 و1927 ضد المقاومة المغربية بقيادة محمد بن عبد الكريم.
ولجأت إسبانيا بمساعدة حلفائها لاستعمال هذه الأسلحة الكيماوية للقضاء على المقاومة التي كانت قد حققت انتصارات على القوات الإسبانية والفرنسية في معركة أنوال عام 1921.
وقد ترتب عن استعمال هذه الغازات الكيماوية مقتل الكثير من الريفيين، وتدمير البيئة بشمال المغرب، وتلويث المياه، وتسميم الأجواء.