جاء ذلك في تدوينة لرئيس المجلس الوطني للحزب (ثاني هيئة تقريرية بعد المؤتمر الوطني الذي يجرى كل أربع سنوات) ووزير الخارجية السابق، سعد الدين العثماني، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأضاف العثماني: "استمعت بكل اهتمام وروية لعدد من الناس تؤرقهم أسئلة كثيرة في موت الأستاذ عبد الله بها، وأريد أن أؤكد أن تشريحا قد تم فعلا".
وأشار العثماني إلى أن "التشريح جاء بناءً على طلب النيابة العامة، ولم يأت بطلب من الحزب أو عائلة عبد الله بها"، مشيرًا إلى أن "نتائج هذا التشريح لم يعلن عنها بعد".
وفي تصريح لمراسل الأناضول، قال عضو بالأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن التحقيقات التي فتحتها النيابة العامة وتشريح جثة وزير الدولة عبد الله بها جاءت بأمر من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأضاف: "نحن ننتظر نتائج هذه التحقيقات ولا نستبق الأمور".
ولقي عبد الله باها، وزير الدولة بالحكومة المغربية والنائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مصرعه في حادثة قطار بالقرب من مدينة بوزنيقة التي تبعد 20 كيلومترًا عن العاصمة الرباط، بحسب رواية الحزب والداخلية المغربية.
إلا أن أصواتًا كثيرة في المجتمع المغربي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي شككوا في الرواية الرسمية بخصوص وفاة "باها" الذي يعد الرجل الثاني في الحكومة المغربية وفي حزب العدالة والتنمية بعد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام للحزب.
وكان بيان للنيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الإثنين الماضي، أعلن أن نتائج التحريات الأولية التي توصلت إليها بشأن حادث وفاة وزير الدولة عبدالله باها، تفيد بأنَّ القطار صدمه عندما كان بصدد عبور خط السكك الحديدية مشيًا على الأقدام، أثناء مرور القطار رقم 45 المتجِّه نحو الرباط.
وقال البيان إن التحريات توصلت إلى أن سائق القطار الذي صدم وزير الدولة استخدم الإشارات الضوئية والمنبه الصوتي لتحذيره قبل أن يصدمه.
وأفاد البيان بأن "الفقيد عندما باغته القطار حاول الرجوع إلى الخلف هربا من القطار، غير أن القطار أدركه ورمى بجثته على بعد عدة أمتار من خط السكة الحديدية، بعدما حوّله إلى أشلاء".
وصدم القطار باها على بعد أمتار قليلة من القنطرة التي توفي بها في 9 نوفمبر الماضي، النائب البرلماني الراحل أحمد الزايدي، الذي كان ينتمي قيد حياته إلى حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض.
وتوفي أحمد الزايدي، في الـ 9 من الشهر الماضي، حيث لفظ الراحل أنفاسه الأخيرة بوادي الشراط، ببوزنيقة، وذلك بعد أن غمرت المياه سيارته على مستوى وادي الشراط ببوزنيقة، حيث كان عائدًا إلى بيته.
والخميس الماضي، قال بيان للأمانة العامة لحزب العدالة التنمية عقب اجتماع استثنائي لها إنه "بعد التداول واستعراض كافة المعطيات والملابسات المحيطة بحادث وفاة عبد الله بها خلص إلى أن الحدث قدر من أقدار الله نتعامل معه بمقتضى الإيمان بقضاء الله، والقدر خيره وشره، ونرجع فيه إلى الله الذي استرد وديعته ونصبر على ما أصابنا فيه".
ودعا البيان "كافة مناضلي الحزب خاصة ومختلف الخائضين في ظروف الحادثة والمتقولين في أسبابها ودوافعها عامة إلى الكف عن الخوض المبني على الظنون والإشاعات، وانتظار النتائج النهائية للتحقيق من قبل الجهات المسؤولة".
ويعتبر باها الرجل الثاني بحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية، فهو النائب الأول للأمين العام للحزب (منذ سنة 2004 إلى الآن)، وهو أيضا عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية.