يظهر "مصطفى السملالي" الملقب بـ "علال القادوس"، وهو يغامر بحياته، من أجل إزالة الأحجار والعوالق بمجاري الصرف الصحي، ليسمح للمياه بالجريان داخل مجراها، لتفادي تسرب المياه إلى داخل منازل الحي الشعبي، وذلك على إثر السقوط الغزير للأمطار الذي طال العديد من المناطق المغربية الأسبوع الماضي.
وتناقل نشطاء على الإنترنت مقطع الفيديو، الذي تم تصويره الثلاثاء الماضي، والذي قلب حياة مصطفى السملالي بين ليلة وضحاها، لينتقل من مواطن بسيط يعاني الفقر والتهميش، يعمل بأحد الحمامات الشعبية إلى بطل خارق ينقذ العاصمة المغربية من الغرق، تعتلي صوره الصفحات الأولى بكبريات الصحف المغربية.
وأطلق مغردون هاشتاغ #بغينا_علال_رئيس_الحكومة، يطالبون عبره بتعيين "علال" رئيسا للحكومة مكان عبد الإله بنكيران، معتبرين أنه نجح فيما فشلت فيه الحكومة، أي تطهير قنوات مجاري المياه التي لم تستوعب الأمطار الغزيرة.
وكتب الناشط عبد الهادي الطويل قائلا "الغريب أن أحدا من المتفرجين لم يبادر بمساعدته، واكتفوا بالتشجيعات المختلطة ربما بالسخرية أحيانا، ذكروني بالتضامن الذي يحصل في عالم الشبكات الاجتماعية خصوصا (فيسبوك)، حينما تجد جيشا عرمرما من الإعجابات على قضية ما، لكن في الواقع لا شيء يذكر إطلاقا!!"
في حين تساءل مروان بلفقير قائلا "سؤال بريء لكل من لم تخلوا حروفهم من إسم البطل #علال بمن فيهم أنا. هل نستطيع أن نفعل ما قام به #علال ؟"
وأما يوسف حاجي فكتب ساخرا " النشرة الجوية أعلنت عن تسقطات وعواصف رعدية في الأيام القادمة إن شاء الله… لا داعي للخوف.. فـ #علال موجود لإنقاذ الموقف"
ومن جانبه كتب الصحفي المغربي إسماعيل عزام قائلا "علال لا يوجد فقط في ذلك الرجل الذي اختار القيام بدور المجالس البلدية في إنقاذ حي بالرباط من الأمطار.. في ذلك الشاب الذي يحمي بجسده امرأة تتعرّض لسرقة تحت تهديد السلاح الأبيض.. ويقرّر القيام بدور أمن غائب حتى ولو كانت النهاية هي مستشفى المستعجلات أو مخفر شرطة بشبهة الاعتداء على مواطن سارق.. ذلك الشاب الذي لم تسمح له كرامته مشاهدة مجرم يهدد امرأة.. يوجد شيء من علال."
وكتب ناشط أخر يلقب نفسه بالمغربي " باتمان، سبيدرمان، هيلك ... كلها شخصيات وهمية.... #'علال_القادوس شخصية حقيقية أنقدت عباد الله من الفيضان."
في حين اختار نشطاء آخرون التعبير عن آراءهم بطريقة الجرافيك، حيث ثم تصميم صور عديدة باستخدام برنامج الفوتوشوب المتخصص في إنشاء وتعديل الصور، تظهر علال تارة وسط قاعة البرلمان يستعرض عضلاته، وتارة أخرى بلباس سبايدر مان.
ومن جانب آخر، قالت تقارير إعلامية مغربية، إن الشهرة التي حظي بها "علال القادوس" على شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت بتقريبه من عائلته، التي فارقها منذ أزيد من 15 سنة، بحكم مغادرته للبيت الكائن بمدينة قلعة السراغنة (وسط)، بحثا عن العمل.
شقيق مصطفى، أحمد السملالِي، سارع بالانتقال إلى الرباط، فور تأكده من كون شخصيّة “علال” هو شقيقه بالفعل، الذي لم تره العائلة سوى مرة واحدة، بعد خروجه في سن الخامسة عشرة من البيت، حاملا معه صوره ونسخة من بطاقة الحالة المدنية تؤكد ذلك.