وتدفق الحجاج، مع الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، إلى صعيد جبل عرفات على بُعد 22 كيلومترًا من مكة، ملبين متضرعين، داعين الله أن يمّن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن جموع حجاج بيت الله الحرام استقرت على صعيد عرفات الطاهر.
وبينت أن الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن من منى إلى عرفات شهدت انسيابية ومرونة.
وتميزت عملية التصعيد من منى إلى عرفات باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال المرور يساندهم أفراد الأمن لتنظيم حركة السير وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وجنبا إلى جنب مع تدفق ضيوف الرحمن سيرا على الأقدام ، أظهرت لقطات مباشرة بثها التليفزيون السعودي، قطار المشاعر يواصل نقل الحجيج إلى مشعرعرفات.
وقام قطار المشاعر- الذي بدأ أول رحلاته مساء أمس- بتصعيد 360 ألف حاج من دول جنوب وشرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي وحجاج الداخل إلى مشعر عرفات.
وعرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم, وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله 7 أمتار ، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة .
ويقع مشعر عرفة على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلو مترًا وعلى بعد 10كيلومترات من مشعر منى و 6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ 10.4 كيلومترات مربعة وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية .
وينشغل الحاج في هذا اليوم بالتلبية والذكر ويكثر من الاستغفار والتكبير والتهليل ويتجه إلى الله خاشعاً متضرعا ويجتهد في الدعاء لنفسه وأهله وأولاده وللمسلمين جميعاً .
ويحرص الحجاج يوم عرفة على القدوم إلى مسجد نمرة; ليستمعوا إلى خطبة عرفة ، ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع ومسألة الله تعالى حتى غروب الشمس.
ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة حيث يصلوا بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات رسول الله وصلى بها الفجر.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.
ونسك الحج ثلاثة هي: "حج إفراد" وفيه ينوي فيه الحاج نية الحج فقط، و"حج قِران" وفيه ينوي فيه الحاج نية الإتيان بحج وعمرة معاً، و"حج تمتع" وفيه يؤدي الحاج العمرة في أشهر الحج (شوال، ذي العقدة وأول 8 أيام من شهر ذي الحجة) بنية أداء الحج في موسمه.
ويقع مشعر "منى" بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.