نحن في مدينة أسفي، جزء لا يتجزأ من الأخطار التي تهدد البيئة و تلويثها، لقد عانت ساكنة أسفي طوال عقود من التلوث الشامل الذي يسببه المركب الكيماوي في المدينة، الذي بسببه دمرت الثروة الطبيعية و هاجرت الأسماك و صارت الأمراض المزمنة تلاحق المواطنين كأمراض السل و هشاشة العظام و تساقط الشعر و التشوهات الخلقية لسكان المناطق المجاورة للمركب،وتشردت عاملات وعمال التصبير وآلاف البحارة مما تسبب في هجرتهم من أجل تأمين لقمة العيش لأسرهم،فضلا عن وفيات العديد من عمال المركب الكيماوي بسبب السرطان كما تضررت المواشي و الفرشة المائية، و باتت أسفي مدينة مُهمشة و فقيرة مقارنة مع نسبة المساهمة الإجمالية للمنطقة في الناتج الوطني الخام ، وإلى يومنا هذا ما تزال هذه الأضرار مستمرة إلى أجل غير مسمى، ناهيك عن المزبلة الكبيرة التي تنفث الروائح الكريهة و السامة، إضافة إلى الأخطار البيئية لمعامل الجبس ومعمل الاسمنت الذي يستخدم أفران تحرق العجلات المطاطية وما تسببه من انبعاثات ضارة و سامة.
وحده، التأثير على البيئة كفيل بجعل مدينة أسفي مدينة دون مُستقبل وحياة مواطنيها في جحيم، وقد أظهرت الوقائع أن الثروة السمكية في المدينة قد هجرت سواحل المدينة، كما تراجعت مرتبة ميناء أسفي، بعدما كان أول ميناء لصيد السردين في العالم في الستينات من القرن الماضي.
فضلا عن كل هذا، جاء قرار توطين “ محطة حرارية ” في مدينة أسفي تعمل بالفحم الحجري و هو من أخطر المواد، و يُصطلح عليه بـ “ الكربون الخفي ” و هو السبب الرئيسي في الانحباس الحراري، وكأن هذه المدينة مزبلة، هذا المشروع حُددت له مشاورات وهمية ودراسة علمية متناقضة وتقرر إخراجه للوجود في غضون سنة 2016، فكيف ستكون حالة سكان أسفي ؟.
إن شبكة الدفاع عن البيئة و ضد مشروع المحطة الحرارية، المكونة من إطارات سياسية، حقوقية و جمعوية، تُناضل بكامل مسؤوليتها من أجل مصلحة المواطنين الأساسية و المتمثلة في هواء نقي و بيئة سليمة ونظيفة ومن أجل إقرار سياسة بيئية تضمن الحق في التنمية ، تُعلن للرأي العام المحلي و الوطني و الدولي ما يلي :
• تدعو كافة المواطنين و المواطنات و الفاعلين للمشاركة بكثافة في الشكل الاحتجاجي الذي سيُنظم تزامنا مع يوم الحراك العالمي لأجل المناخ يوم الأحد 21 -09- 2014 أمام عمالة أسفي ( الخبزة) على الساعة العاشرة صباحا.
• ترفض و تُندد بقرار توطين مشروع المحطة الحرارية في المدينة، و تدعو جموع المواطنين و المواطنات للانخراط في الحملة الوطنية و الدولية من أجل رفض هذا المشروع.
• تدعو قادة العالم لاتخاذ قرارات و تدابير عملية وملموسة لحماية كوكبنا، كما الدولة المغربية للإيقاف الفوري لبناء مشروع محطة الحرارية في المدينة و تطبيق إستراتيجية بيئية في مجال التغير المناخي وفقا للاتفاقيات و البروتوكولات التي صادق عليها المغرب، بشأن الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ( المحرمة دوليا) ، و توفير مراكز صحية استشفائية متخصصة في الأمراض التي تسببها انبعاثات الغازات الكيماوية .
• ترفض سياسة الخوصصة المنتهجة من طرف الدولة في مختلف القطاعات الإستراتيجية المرتبطة بالطاقة، منها قطاع الماء و الكهرباء اللذان يعتبران مجالا حيويا للساكنة
• تطالب بمراقبة مداخن المركب الكيماوي والمياه الصناعية العادمة وفقا للمعايير الدولية للبيئة، .
• تفعيل المرسوم رقم 2.93.1011 الصادر في 18 من شعبان 1415 ( 20 يناير 1995 )، ولاسيما الفصل الأول منه، المادة 2 التي تنص على أن المجلس الوطني للبيئة له مهمة حماية وتحسين البيئة و الوقاية من التلوث والأذى بمختلف أنواعه ومحاربتهما والحد منهما، وتحسين إطار العيش و ظروفه.