وقال مصدر أمني مغربي اليوم إن "أكثر من 550 مهاجرا غير شرعي، منحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، حاولوا اليوم الثلاثاء، الهجوم بشكل جماعي على السياج الحديدي الشائك الفاصل بين محافظة الناظور (شمال شرقي المغرب) ومدينة مليلية، انطلاقا من موقعين مختلفين ".
وأضاف المصدر الأمني أن "المجموعة الأولى من المهاجرين الأفارقة هاجمت "باريو تشينو" (الحي الصيني) ضمت أكثر من من 300 مهاجر، في حين شارك في الهجوم الثاني الذي تم على منطقة "ماريواري" أكثر من من 250 مهاجرا ".
وأضاف المصدر أن أكثر من 50 مهاجرا ظلوا عالقين لمدة تزيد عن 6 ساعات على السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية، بينما أشارت مصادر إعلامية إسبانية إلى أن أكثر من 30 مهاجرا تمكنوا من التسلل إلى المدينة.
وكانت السلطات الإسبانية، قد قررت في وقت سابق، منع الحرس المدني من استعمال الرصاص المطاطي في تصديها لمحاولات المهاجرين الأفارقة الدخول إلى مدينتي سبتة ومليلية، على خلفية مقتل 15 مهاجرًا بشكل غير شرعي في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الإسبانية عبر سبتة ومليلية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا بإسبانيا.
كما قررت الحكومة الإسبانية، مؤخرا، تخصيص أكثر من 1.2 مليون يورو لتعزيز السياج الحديدي في مدينتي سبتة ومليلية، الواقعتين شمال المغرب، والخاضعتين لسيادة الدولة الاسبانية.
وتتكرر بشكل دائم محاولات اقتحام المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء والمتواجدين بطريقة غير شرعية فوق الأراضي المغربية، للسياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية، وهي العمليات التي تتصدى لها قوات الأمن المغربية والإسبانية المرابطة على السياج الحديدي.
ويعتمد المهاجرون الأفارقة، في عمليات الاقتحام الجماعية على السياج الحديدي الشائك المحيط بمليلية، السلالم الخشبية التي يصنعونها من أشجار غابة "كوركو".
وللحد من الهجرة غير الشرعية، قامت السلطات الإسبانية، منذ منتصف عام 1998، بأعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين مليلية والناظور بحاجز ثلاثي على ارتفاع7 أمتار، وعلى امتداد طوله 11 كلم محيطا بمليلية التي تصل مساحتها 12 كلم مربعا، بالإضافة إلى تثبيت الأسلاك الشائكة على الجزء العلوي من السياج المجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية.
وترفض المملكة المغربية الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية، وتعتبرها جزءًا لا يتجزأ من التراب المغربي، وتطالب الرباط مدريد بالدخول في مفاوضات مباشرة معها على أمل استرجاع المدينتين.