لا يكاد الخبر يشاع بين البيوت، حتى يبدأ الجميع في الاستعداد للذهاب للمسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، لوداع شهر رمضان، وإحياء آخر ركعات القيام الذي أنسوا بها طوال ليالي هذا الشهر المبارك، دون أن تخلوا السجالات في الشارع بشأن الخلاف الجديد / القديم حول ضرورة صوم المسلمين وإفطار في ذات اليوم "توحيدا للأمة"، وبين من يرى أن المغرب يُعد من أكثر الدول دقة في تثبت رؤية الهلال.
حلول العيد في عدد من دول الجوار تصل نفحاته إلى أحياء وشوارع المدن المغربية التي تبدأ في الاستعداد لاستقبال العيد، فيما يُصر المُصلون المغاربة على استمتاع بأداء آخر صلاة التراويح والتهجد، ويقطع بعضهم المسافات البعيدة من أجل الصلاة خلف إمام يعشقون تلاوته للقرآن ويستمتعون بها كدأبهم طوال أيام شهر رمضان.
فليالي رمضان لا تستقيم مُتعتُها دون أداء صلاة التراويح، ولا يخلو المسجد في آخر صلاة تراويح من رواده الذين ألفوا على مدى شهر كامل سلك الطريق إليه إحياء لشعيرة رمضانية تعبدية يقولون أنهم سيشتاقون إليها إلى أن يهل عليهم شهر رمضان آخر السنة القادمة .
المغرب على غرار سلطنة عمان وأذريبجان والغابون وتنزانيا، أعلن يوم غد الثلاثاء أول أيام عيد الفطر، بعدم ثبوت رؤية الهلال لديه، بخلاف غالبية الدول العربية التي بدأت الاحتفال بالعيد اليوم الإثنين.
الجوامع في المغرب التي بدأت تتزين لاستقبال مصلي "صلاة العيد" عاشت جنباتها طوال أيام الصيام على إيقاع خاص، فإلى جانب امتداد صفوف المصلين الغفيرة، لتتعدى باحاتها الداخلية، يغص محيطها بعد انقضاء صلاة التراويح بالباعة المتجولين الذين يستغلون "جمهرة الناس" ليعرضوا بضاعتهم التي تتنوع بين سجادات الصلاة والتسابيح والعطور، إلى جانب معروضات الخضار والفواكه وملابس للصغار والكبار خاصة خلال الأيام التي تسبق حلول العيد.
مع اقتراب حلول العيد يبدأ المغاربة في إعداد أطباق خاصة بهذه المناسبة، أغلبها تقدم في وجبة أول فطور صباحي، مباشر بعد عودة المصليين من المساجد والمُصلى، حيث يتألف الفطور من حلويات مغربية -أندلسية ومن فطائر مغربية تقليدية تتفنن النساء في صنعها ليلة العيد، وبعد تناول الإفطار تستعد العائلات لتبادل الزيارات والتبريكات، فيما تغص الأحياء بالأطفال وقد ارتدوا "كسوة العيد" في انتظار "العيدية" (قطع نقدية) التي يجود بها عليهم الكبار بسخاء.