وقال عبد العزيز النويضي، أستاذ العلوم السياسية والرئيس السابق لجمعية عدالة الحقوقية في رسالة وجهها إلى السفير الفرنسي في الرباط، شارل فري، وتناقلتها وسائل الإعلام المحلية، إن اعتذاره عن عدم تسلم وسام "جوقة الشرف الفرنسي" (أعلى تكريم رسمي في فرنسا) جاء بسبب "تضامن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند مع الحكومة الإسرائيلية في عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة، وبسبب منع التضامن السلمي بباريس مع ضحايا هذا العدوان"، حسب نص الرسالة.
واعتبر النويضي أنه كان على فرنسا العمل على "محاكمة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين لتخطيطهم هذه الحرب العدوانية على أهالي قطاع غزة بدلا من التضامن معهم والحديث عن حق الحكومة الإسرائيلية في اتخاذ جميع التدابير لحماية سمائها في مواجهة التهديدات"، على حد قوله.
وأشار النويضي، في رسالته إلى السفير الفرنسي بالرباط، إلى أن "محاكمة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين هي انسجام مع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي والتزامات فرنسا الدولية في حماية هذه الحقوق".
وبحسب وسائل الإعلام المغربية فإن تكريم فرنسا للنويضي يجيء "لعطاءاته في مجال دعم حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة بالمغرب، وإسهاماته في مجال دعم نشاطات المجتمع المدني".
ولم يتسن الحصول على تعقيب من الجانب الفرنسي على ما ذكره الحقوقي المغربي.
وفي 9 يوليو ، قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، إنه من حق إسرائيل "اتخاذ كل الإجراءات المناسبة لحماية شعبها من التهديدات"، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه.
وجاء ذلك قبل أن يشجب، الرئيس الفرنسي، العمليات العسكرية المستمرة على غزة، مطالبًا بـ"ضرورة وقف التصعيد في القطاع"، خلال اتصال هاتفي مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه في 10 يوليوز الجاري.
وفي 18 يوليوز ، أصدرت السلطات الفرنسية قرارًا بمنع مظاهرات كان يعتزم متضامنون مع أهالي قطاع غزة تنظيمها في العاصمة باريس؛ بدعوى "المخاطر التي ترتبها على النظام العام وإمكانية تسببها في أعمال عنف".
واليوم الثلاثاء، عبّر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، عن عزم بلاده العمل جديًا على تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس.
وأشار خلال تصريح صحفي، قبيل مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في العاصمة البلجيكية، بروكسل، إلى أن "أيا من الهجمات والمجازر لا يمكن أن يكون محقا"، محذرًا من أن التوتر يزيد من الكراهية بين الشعوب.