ودعت إلى الوقفة الأولى مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وشاركت فيها تيارات سياسية عدة، معظمها ذات توجه إسلامي، خاصة حركة التوحيد والإصلاح، وذراعها السياسية حزب العدالة والتنمية، وعدد من قيادي التيار السلفي بالمغرب.
ورفعت خلال هذه الوقفة شعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة وتدعو إلى تحرير فلسطين وتؤكد دعم المغاربة للقضية الفلسطينية وتشيد بصمود قطاع غزة أمام الغارات الإسرائلية، فضلا عن دعوة الحكومة المغربية إلى تجريم التطبيع مع إسرائيل.
وفي تصريح لوكالة الأناضول للأنباء، على هامش الوقفة، قال رضا بنخلدون، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ورئيس قسم العلاقات الدولية به، إن "هذه الوقفة جاءت لتؤكد بأن قضية فلسطين قضية جميع المغاربة وأنه لا فرق بين هذا الطرف وذاك، وبالتالي نحن يد واحدة نندد بما يقع في غزة".
ومضى القيادي الإسلامي قائلا: "الوقفة أيضا رسالة إلى الحكومة مفادها أن القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة للمغاربة، ولذلك لا بد من مواقف قوية تتجاوز لغة البيانات والشجب".
من جهته، ندد حسن الكتاني، أحد أبرز قيادي التيار السلفي بالمغرب، بالهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، داعيا إلى مد القطاع بالمال والسلاح لتمكينه من الدفاع عن نفسه.
وقال الكتاني إن "هذه التظاهرة هي تضامن مبدئي ضد الهمجية الصهيونية ضد إخواننا في غزة"، مطالبا حكومة بلاده بـ"أن تزيد من ضغوطها على أصدقائها في العالم لكي يوقفوا دعمهم لإسرائيل ويدعموا الفلسطينيين، خاصة في غزة".
وأعرب عن إدانته لما اعتبره "تضييق الحكومة المصرية ضد إخواننا في غزة وإغلاقها المعبر الوحيد المطل على العالم معبر رفح"، على حد قوله قبل أن يستدرك: "نطالب الحكومة المصرية برئاستها الجديدة بأن تفتح المعبر وتترك المعونة تصل إلى الشعب الفلسطيني".
ومضى القيادي السلفي قائلا: "نطالب بمد إخواننا في غزة بالسلاح والمال حتى يستطيعوا أن يقاوموا الهجوم الإسرائيلي العدواني الذي لا مبرر له بأى شكل من الأشكال".
وفي سياق متصل، شارك في الوقفة الثانية هيئات غير حكومية أخرى ذات توجهات يسارية، مثل الحزب الاشتراكي الموحد، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكبر منظمة حقوقية غير حكومية، إضافة إلى "حركة 20 فبراير" المعارضة، حيث فضلت هذه الهيئات تنظيم وقفة مماثلة أمام مبنى البرلمان تزامنا مع وقفة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.
ورفعت في هذه الوقفة شعارات تشجب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتطالب بتجريم التطبيع، من قبيل "فلسطين قضية.. ماشي (وليس) حملة انتخابية"، دون تحديد الجهات التي يتهمونها بالاستغلال السياسي لهذه القضية.
وكان المغرب دعا، الأربعاء، المجتمع الدولي إلى التدخل فورا لوقف "العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة، محملا إسرائيل مسؤولية "هذا الاعتداء السافر".
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، في بيان وصلت الأناضول نسخة منه، إن "المغرب يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة والتدخل فورا من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان، وحماية الشعب الفلسطيني وصون حقوقه، وتحميل إسرائيل مسؤولية هذا الاعتداء السافر وإجبارها على الوفاء بتعهداتها والالتزام بقرارات الشرعية الدولية".
وأدانت المملكة "التصعيد العسكري الخطير لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة ومسلسل الاعتداءات الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، والذي بلغ حد القصف الهمجي للمنازل واستهداف المدنيين، ما أودى، لحد الآن، بحياة العشرات من الفلسطينيين وخلف عددا كبيرا من الجرحى"، وفقا للبيان.
وأدان المغرب هذا "التصعيد غير المبرر وغير المقبول لإسرائيل"، محذرا من "عواقبه الوخيمة على كل الجهود التي بذلت لحد الآن من أجل الدفع بعملية السلام، وفتح مصير المنطقة ككل على المجهول".
وتشن إسرائيل منذ بدء عمليتها العسكرية يوم الاثنين، سلسلة غارات عنيفة ومكثفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، تسببت بمقتل 113 فلسطينيين، وإصابة نحو 900 آخرين بجراح متفاوتة.