ففي مثل هذا اليوم قبل 100 عام اغتيل ولي عهد النمسا، "فرانز فرديناند"، مع زوجته الحامل، على "الجسر اللاتيني"، في سراييفو، على يد الطالب الصربي، "غافريلو برينسيب"، خلال توجههما لزيارة أحد الجرحى، الذين أصيبوا في محاولة اغتيال لـ"فرديناند"، قبل أيام. وإثر ذلك نشبت أزمة دبلوماسية بين الامبراطوية النمساوية المجرية، ومملكة صربيا.
ووجهت الامبراطوية النمساوية المجرية، إنذارا شديد اللهجة إلى صربيا، وطلبت إرسال خبير للتحقيق في عملية الاغتيال، التي وقعت في سراييفو، إلا أن صربيا رفضت استقبال الخبير.
وبعد شهر من اغتيال ولي العهد النمساوي، أعلنت الامبراطورية النمساوية المجرية، الحرب على مملكة صربيا، (28 يوليو 1914)، واستغلت ألمانيا هذه الفرصة وفتحت الحرب على روسيا، وفي نفس الوقت أعلنت فرنسا التي لم تكن طرفا، الحرب على بلجيكا، وقامت المملكة المتحدة بغزو ألمانيا في (4) غشت 1914، بينما أعلنت إيطاليا موقف الحياد.
وكانت النتيجة الأبرز للحرب العالمية الأولى، انهيار أربع امبراطوريات ( النمساوية المجرية، الروسية، العثمانية، الألمانية)، حيث انفصلت المجر، والنمسا، وتأسست مملكات النمسا، والمجر، ووتشيكوسلوفاكيا، وصربيا ـ كرواتيا، وسلوفينيا، وتأسست الجمهورية التركية نتيجة انهيار الامبراطوية العثمانية، وفقدت ألمانيا العديد من مستعمراتها، التي كانت تسيطر عليها قبل بدء الحرب.
وفي ذات السياق افتتح أمس الجمعة، في حديقة "كنت"، بالقسم الشرقي للعاصمة البوسنية، "سراييفو" ضريح "لبرينسيب"، الذي أطلق رصاصة الحرب العالمية الأولى، على رأس ولي العهد النمساوي، بمناسبة الذكرى المئوية.
وشارك في حفل الافتتاح العضو الصربي في المجلس الرئاسي البوسني الثلاثي، "نبويشا رادمانوفيتش"، ورئيس جمهورية صرب البوسنة، "ميلوراد دوديك"، ورئيس بلدية القسم الشرقي للعاصمة البوسنية، "سراييفو"، "ليوبيشه تشوسيتش".
وبهذه المناسبة أيضا، تقام عدة مهرجانات، وفعاليات ثقافية، وفنية، ومعارض، ومؤتمرات، وندوات، باسم "سراييفو قلب أوروبا".