وأضاف الباحثون، بكلية طب الأسنان بجامعة نيويوك، إن التفاعلات التى تحدثها ميكروبات الفم، وخاصة الموجودة فى تجويف الفم، تؤدى للإصابة بأمراض الأسنان، وعلى رأسها اللثة، التى تعد أخطر الآفات وتنتهى بالإصابة بسرطان الفم إذا لم تتم معالجتها.
وأضاف الباحثون، في دراسة حديثة نشرتها مجلة (PLOS ONE) العلمية الأمريكية، أن ما يسمى بـ"البكتيريا اللولبية" التى تعيش ضمن البكتيريا الطبيعية في الفم، قد تسبب عدوى وأمراضًا لتجويف الفم، عند حدوث نزيف في تجويف الفم، ما يسبب التهاب اللثة الحاد، ويكون مقدمة للإصابة بسرطان الفم.
وأشار العلماء إلى أن الجلد والغشاء المخاطي للفم يسكنه أعداد كبيرة من الميكروبات والبكتيريا، تشكل جزءًا من الفسيولوجيا البشرية الطبيعية، ولكن إذا ازدادت أعداد الميكروبات عن معدلها الطبيعى، بسبب تعرض الجهاز المناعي للخطر، أو إذا سكنت الميكروبات مناطق غير معتادة بالجسم في حالة سوء النظافة، فقد تتسبب في الإصابة بالأمراض.
ويتم الكشف عن الأورام في الفم واللثة، من خلال زيارة المريض لعيادة طبيب الأسنان لإجراء الفحص الدوري، وقد يكتشف الطبيب وجود تغييرات فى الفم.
وتتمثل العلامات الأكثر شيوعا، للإصابة بسرطان الفم، فى وجود بقع بيضاء أو حمراء فى الغشاء المخاطى للفم، ووجود تقرحات وجروح داخل الفم، وصعوبة فى البلع والنطق وفتح الفم، ونزف يرافقه تورم فى اللثة وتغيير فى لونها.
ويرتبط التدخين بحوالى 75% من حالات سرطان الفم، إذ يؤدي التدخين إلى تهييج الأغشية المخاطية المبطن للفم، ويحوي التبغ 19 مادة مسرطنة معروفة، كما أن احتراقه والمواد المستخدمة في معالجته وتصنيعه تشكل خطرا صحيا موثقا.
كما يسبب شرب الكحول خطرا كبيرا ويساهم بشكل مباشر في الإصابة بسرطان الفم، لكن الباحثين أكدوا أن الإصابة بسرطان الفم لا تقتصر على المدخنين ومدمنى شرب الكحول، فقد تم تسجيل حالات للإصابة بالمرض بين من لا يدخنون أو يشربون الخمور.