نتكور داخل أفرشتنا ،نداري جزعا غير معلن من جبروت لا نملك أمامه غير الاستسلام ،
نتدثر بأغطيتنا ونطلق أسماعنا تلتقط إيقاع الزخات وحتى القطرات على البلاطات والأقبية ،
كم أحب أيقاع قطرات المطر على القصدير البلاستيكي الذي يغطي جزءا من البيت ,,,
إنه الرابط الأكثر إيصالا لصوت الزخات وهي تتهاطل على مدننا الاسمنتية , والجسر الأقرب للتواصل مع سماء تحجبنا عن رؤيتها العديد من السياجات ,,,,,
عيوننا تتابع انسياب الماء على الزجاج واختراق البرق للنوافذ بأشعته السريعة جداجدا وهي توخز حساسيتنا المنبطحة على الفراش لعلها تظل متنبهة لما قد يأتي ,,
صوت الرعد متبوعا برذاذ يتطاير على زجاج النوافذ و البلاطات غير المغطاة على شكل إيقاعات ورقصات غاية في الانسجام والرشاقة,
أصوات و لوحات وإيحاءات تعلن عظمة الطبيعة وجبروتها ، يتخللها صوت المذياع يوصل أخبار زلزال التشيلي وتشريده لمليون مواطن وقتله لبضعة منهم و إنذار بتسونامي قد يكون في الطريق ،اخبار رعب من هول الطبيعة وهمجية البشر ،تتلوها أغاني و كلمات تقديمية للمنشطين تتنافس وصوت الزخات على الانسياب الأثيري ,,,, نغوصنا في نومنا متبشبثين بحبل الأحلام إن وجدنا إليه طريقا ,,,,,,
في الصباح نستقبل أشعة الشمس تتلمس طريقها إلينا مخترقة لسحب تتفاوت في كثافتها ,،يتراءى وجه السماء ببياضه المائل للزرقة ، أمواج من ذبذبات النقاء والصفاء تلف الفضاء ,وتتطاير عبر الأثير مداعبة أجساد كل الكائنات بوداعة صباحية جميلة ,,,
لكن مدننا تصر على عنفها و عفنها من خلال المجاري المختنقة , المياه المثخنة بالغبار تغطي الطرقات ،وتتطاير على حواف السيارات وهي تخترق هذه الوديان من الماء "الحار المحمل بالأتربة والأزبال التي عادة ما يرميها المارة بعد ان يقوم عمال النظافة بمهامهم , الأخبار الآتية لنا على أجنحة العنف تتقاذفها أمواج الفضائيات والمطبوعات وتلوكها الألسن بثرثرة مريبة .
رذاذ المياه القذرة يصيب ألبسة المارة كلما مرت سيارة أو دراجة بدون رحمة ، رذاذ أخبار العغنف والدمار يرضض الأفئدة المكلومة في أكثر مكان ,
اما احوجنا للتطهير على كل الأصعدة ,,,,,,كي يبدو جمال الحياة أكثر نضارة وإدراك