وحددت وزارة الداخلية الجزائرية يوم 23 مارس كموعد لانطلاق الحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة القادمة والتي تدوم ثلاثة أسابيع حتى 13 من أبريل القادم.
وأعلن المجلس الدستوري أعلى هيئة دستورية في الجزائر مكلفة بدراسة ملفات المترشحين لانتخابات الرئاسة الخميس الماضي قبول ملفات ستة متسابقين بينهم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة المترشح لولاية رابعة .
وشرعت المديريات الانتخابية للمترشحين الستة في إعداد برنامج لتنشيط حملاتهم الدعائية عبر محافظات البلاد وحتى في خارج الجزائر لصالح الجالية الموجودة في المهجر.
وتجرى الحملات الدعائية في قاعات خصصتها الحكومة لذلك إلى جانب لقاءات حوارية مع الناخبين من المترشحين وممثليهم فضلا عن تخصيص نافذة يومية لهم عبر التلفزيون والإذاعة الرسميين للترويج لبرامجهم.
وتشهد الحملة الدعائية بالنسبة للرئيس بوتفليقة "حالة شاذة" حيث أن الرجل لن يشارك في تنشيط مهرجاناته الشعبية وحتى العمل الجواري كونه لم يشف بعد من مرضه.
وتعرض الرئيس الجزائري -77 سنة- لوعكة صحية نهاية أبريل الماضي نقل على إثرها للعلاج بفرنسا، لكن بعد عودته للبلاد في يوليوز الماضي، واصل ممارسة مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا.
وظهر بوتفليقة خلال إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري يوم 3 مارس في صور بثها التفلزيون الرسمي وهو جالس كما أنه ظهر عاجزا عن الكلام بطلاقة رغم نطقه ببعض الكلمات حول قراره بالترشح في حديثه لرئيس المجلس مراد مدلسي.
واستدعى بوتفليقة الخميس الماضي رئيس الوزراء عبد المالك سلال لإدارته حملته الإنتخابية والتي تضم إلى جانبه قادة أحزاب مثل عمار سعداني أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، رئيسا غرفتي البرلمان العربي ولد خليفة- رئيس مجلس النواب- وعبد القادر بن صالح- رئيس مجلس الأمة- الذي يقود أيضا ثاني اكبر حزب في البلاد وهو التجمع الوطني الديمقراطي إلى جانب وزير الصناعة عمارة بن يونس وهو رئيس الجبهة الشعبية وعمر غول وزير النقل وهورئيس حزب تجمع أمل الجزائر.
وأجمعت تصريحات مسؤولي حملة بوتفليقة بمن فيهم سلال أن "الرئيس بوتفليقة ليس مضطرا للمشاركة في تنشيط الحملة الإنتخابية وسينوب قادة الأحزاب المؤيدة له في شرح برنامجه وحث الناخبين على التصويت له".
واعتبرت المعارضة في البلاد أن عدم مشاركة الرئيس في الحملة الدعائية يعتبر "دليلا قاطعا" على عدم أهليته لقيادة البلاد بسبب وضعه الصحي المتردي.
ولا يوجد في قانون الانتخابات الجزائري ما يجبر المترشح لانتخابات الرئاسة على خوض الحملة الدعائية بنفسه غير أن هذا الوضع لم يسبق وأن شهدته البلاد في تاريخها .
وسألت وكالة الأناضول الكاتب الصحفي عابد شارف بشأن انعكاسات عدم مشاركة بوتفليقة في حملته الانتخابية على صورة هذه الانتخابات فأكد "هي أكيد تحطم مصداقية الانتخابات رغم أن هذه الانتخابات ليست لها مصداقية اصلا".
وأضاف: "أما أثر عدم مشاركة الرئيس في حملته الانتخابية على صورة الجزائر فهو كبير جدا".
يشار إلى أن الجزائر تشهد مع قرب هذا السباق الانتخابي أزمة سياسية حادة حيث سجلت خلال الأيام الأخيرة موجة احتجاجات لنشطاء وأحزاب رافضة لانتخابات الرئاسة وترشح بوتفليقة لولاية رابعة طالبت خلالها برحيل النظام الحاكم بطرق سلمية.