نقـل في إطار عمله كمترجم محترف لمدة فاقت 35 سنة أكثر من 300 مؤلف علمي، اقتصادي وقانوني من اللغة الألمانية إلى العربية (أكثر من 100) أو الفرنسية (حوالي 80 كتاب)، ومن العربية والفرنسية إلى الألمانية أكثر من 120 مؤلف، كما قام بتأليف أكثر من 250 قصيدة باللغة الألمانية، نشر البعض منها في مجلات ألمانية متخصصة، كما نقـل "الخبز الحافي" لمحمد شكري، (1983)، "دفنا الماضي" لعبد الكريم غلاب (1984) و"النبي" لجـبران خليل جبران (1985) إلى اللغة الألمانية، دون نشرهم، نظرا لعزوف وتحفظ دور النشر الألمانية عن المنتوج العربي آنذاك، ثم قام بترجمة "ذاكرة ملك" للراحل الحسن الثاني من اللغة الفرنسية إلى الألمانية، 1996، كما له كذلك 7 أعمال خاصة باللغة المغربية: 1. "حكايات عالمية" مقتبسة من اللغة الألمانية، بحروف لاتينية، 2009، 2. "محبة الحكمة كنز، الديانات الـتــّـلاتــة"، مسرحية مقتبسة من لغة ألمانيا القرن الثامن عشر، المؤلف الأصلي لـِ: ج. إ. ليسينج، 2010، 3. "مرتــيــات دوينو"، ترجمة، شعر، راينار مارية ريلكه، 2010، 4. "لـغات المغرب الحية: المغربية والأمازيغية"، دراسة، 2011، 5. "حكايات عالمية" مقتبسة من اللغة الألمانية، بحروف عربية، 2011، 6. "الرحيل، دمعة مسافرة، آوْت"، رواية، 2012، 7. "نكـت عالمية بالمغربية".
طالما ذكرنا مراد علمي أن التعدد يشكل قيمة نبيلة للثقافات والحضارات نظرا لعمقه الإنساني بغية التواصل، التعايش والتصالح، سواء كان هذا في الحضارة الواحدة أو المتعددة الأطراف كما هو الحال في سويسرا، والمجتمعات الأكثر تعددا كالولايات المتحدة أو كندا، أو حتى الدويلات الصغرى منها كهولاندا، فنلاندا إلخ هي الأكثر تقدما، ازدهارا ثقافيا، اقتصاديا ومعرفيا، التعدد هو مصدر الرفاهية الحضارية، الثقافية والإقتصادية، والتعدد المذهبي، العرقي، الديني حقيقة لا جدال فيها، قائمة في الفكر الإنساني منذ القدم، لأن التوتاليتارية والرؤية الأحادية تؤدي حتما إلى الشمولية، الكراهية، الإقصاء، النبذ والبطش الممنهج.
التعدد، كما يرد في مؤلف د. مراد علمي، هو الذي يضمن لنا الحق في الإختلاف، التباري النبيل، الشفافية، النزاهة في الفكر والمعاملة، والإيمان بالتعدد والتميـُّـز هو حافز الإبداع، الإختراع والتدافع في جميع ميادين الحياة، ولولا التعدد لكانت الحياة على الأرض جحيما، صحراء مقفرة ومواتا لا دينامية ولا حيوية فيها، التفاعل الإيجابي مع حضارات، ثقافات، تصورات، رؤى وسلوكات الآخرين ضروري، حيث يمثل هذا درجة نضج مجتمع ما و مدا الإعتراف بالآخر، بغض النظر عن أفكاره، دينه، ثقافته، لغته، ميولاته وعرقه إلخ، ومن يعتقد أن التعدد مصدر عداوة، تشتت، فتنة أو احتراب، فهذا الطرح لا ينطبق على البشرية، لأن العائلة الواحدة تعيش يوميا تعدد الآراء، الميولات والأجناس، ناهيك عن المجتمع بأكمله.
أما فى ما يخص المقالات، هذا الفن الأثير، فالدكتور مراد علمي استهل هذه الفرصة بغية إشراكنا في إطلالاته المتعددة الأطراف والأجناس، كما ساهم بجدية واحترافية كبيرة في النبش في الرموز المبطنة و مخاطبة العقل أكثر من العاطفة، متكئا هكذا على البرهان والأدلة الدامغة. جل مقالاته، المؤلفة في ثلاث لغات: المغربية، العربية والفرنسية، تطبعها المقاربة الأكاديمية أكثر من الصحـفية، لأنه غالبا ما تشبه البحوث، دون الإسهال في ذكر المراجع أو المصادر، تعتبر المقالة فن في التأليف والفكر، وكان الأروبيون من السباقين إلى هذا الجنس، يعتبر الفرنسي "ميشيل دو مونتيني" الأب الروحي للمقالة، فعرفت على يده رواجا واسعا، كما عرفت من بعد تطورات ملحوظة من طرف المفكر الأنجليزي "فرانسيس بايكـن" و "و فالتار بنيامين" في ألمانيا، أما في الشرق العربي سنجد طه حسين، عباس محمود العقاد، جبران خليل جبران وحسين هيكل إلخ.
تناول الدكتور مراد علمي في مؤلفه هذا "مغرب التعدد" جميع المواضيع التي تشمل الحياة، بكل صراحة، تجرد، حكمة، ولو طبعـت جل هذه المقالات التجربة الذاتية والآنية. سنجد من ضمن هذه الأعمال النقدية، الخالية من التكلف أو التصنع موضوعات شتة: ترسيم اللغة المغربية، الـدّارجة: "بــوعــّـو" الأحزاب المحافظة، حكومة والو وتعليم الجبابرة، الفساد الإسلاماوي، بن كيران وديمقراطية الـعــكـــّـار، المجتمع المدني، الصراع بين التيار الحداثي والمحافظ، الديمقراطية والحريات الفردية، العنصرية الدينية والإثنية، سياسات فرنسا اليوم، جائزة نوبل البديلة، قنوات الراديو والتلفزيون، التبادل التجاري بين المغرب والصين، مغربة شوارع المملكة، الإنارة والطاقة الشمسية، اغتصاب القاصر، وزارة الثقافة، وزارة الخارجية، التعليم الأساسي، التعليم العالي، تعدد اللغات والثقافات، الترجمة والإقتباس، رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة إلخ من المواضيع الشائكة والأكثر إلحاحا بغية مخاطبة الواقع والإهتمام الحثيث بقضايا الناس والعصر.