للنكات تأثير بليغ على بنية المجتمع، أو غالبا ما كيـنتج عنهم إحساس معين اللي كـيـتـــّـرجم فى جوج ديال المواقف: "حــنــا" أو "هوما"، هكـذا كنقوموا بضبط نـظام مبطــّـن كـنتعايشوا معاه، خالقين فيه قواعد كيفاش يمكن لينا نتصرّفوا، نتعاملوا أو نحصــّـنوا نفوسنا بسور أوْ جوج، أو الشعور ب "حـنا" كيبغي ديما إشير للشعائـر، الطقـوس، الأعراف أو نوعية التضامن اللي كتجمع هاد المجموعة أوْ لوخرى حتى جعلات من الأخلاق معايير أو قواعد.
إيـلا عاود لينا شي واحد نكتة خصـّـو يعرف ولا ّ تعرف أن قيمتهم أو بُـعدهم "ذو شأن ومكانة مرموقة"، لأنه كـنـبـداوا فى هاد الحالة نلعبوا بالقيم، الـتقاليد، الـقواعد، الأحكام أو الطابوهات اللي من المحتمل نـكــســّـروا ولا ّ نرسّـخـوا، لأن فى العمق النكات ما هوما غير "أكـاذيب حقيقية"، إيلا كانت نكات ذكية، خالية من العنصرية، السادية، المازوشية ولا ّ الشوفينية.
النكات الناجحة هي اللي كـتـدفعك تحس بالراحة، الإطمئنان، المتعة أو بالتضامن مع لاخور، لأنه كـنـدركوا أن اللي كيحكيها لينا كيبغى إسـلـــّـينا، إفـرّحنا، إشاركنا طقوسو الرحبة، بلا ما يسـتغل حـدّ آخور ولا ّ مجموعة من الناس كمادة، قنطرة. هاكدا كيعرف يبني جسور، بلا ما يـطــّاول على جماعة معينة باش إهـرّج، يتسـوّل بيها. هادا "دومـًا" أسلوب الضعيف، المهزوز اللي ما عندو أخلاق، من التـخــلــّـف ما فـاق، فى الرذيلة غـراق.
من الناحية الإجتماعية ـ السيكولوجية كيشكــّـل الضـحك اللي كينتج على يدّ النكتة إشارة، كنبغيوْا نقولو من خلالها: "كنـقـدّرك"، ولا ّ: "ما كرهتش تكون علاقتي معاك ممتازة"، هاكدا كنخلقوا الألفة، الشعور بالتضامن أو التماسك الروحي اللي
كنضمنوه ألــْـبعضياتنا عن طريق الضحك، النكتة الطيـبة، المتحضـّرة، لأن الضحك فيه أو فيه، مللي كـنــكونوا صغار أو حنا كـنـتــعــلــّـموا كيفاش نضحكوا، فى اللول كنتعرّفوا على ضحكة البراءة، من بعد على ضحكة الوجبة، الضحكة فى أوسط العائلة، الجماعة، الضحكة الصّـفرة، الضحكة العدوانية أو فى "آخر المطاف" ضحكة الشماتة، لأنه عن طريق النكتة كيمكن نقوموا بعملية الفرز: "حنا" أو "هوما"، "ها اللي معانا"، "ها اللي ضدّنا"، "بعبارات أخرى" ها اللي خصــّـنا نحاربوه، حسب قاموس الكبت أو التزمت.
إيـلا بغيتي تـعرف شي واحد مزيان خـلـــّـيه إعاود ليك نكتة، هاكدا غادي أتـــّـعرف عليه أو على أسرارو المدفونة فى صدرو، لأن جميع المفردات اللي كـنـتفــوّهوا بيها كـتـعطي، "بدون استثناء"، صورة مصغرة على فكرنا، ميولاتنا أو تطلعاتنا اللي ما عمـّرها يمكن ليها تفـوق حدود تجربتنا الفردية فى الحياة، ما جاش صوقراطيس أو بـدا كـيهترف غير قال: "هـضـر باش نـشـوفـك!"
النكتة كتقوم بجوج ديال الوظائف: الوظيفة اللولة، "وظيفة إدماج"، حيث كتجمع، تخلق نسجام، توافق، أو هاد العامل هو اللي كـيـمـتــّـن الهوية ديال الجماعة ولا ّ الفرد،أما الوظيفة الثانية، يمكن لينا نعتابروها "وظيفة الشك"، فى هاد الحالة كنتبـرّاوْا من المعهود، نسخروا من الناس، ولو فى الحقيقة إيـلا نـعـّـتي شي واحد بالصـّـبع، ما يبقاش فيك الحال إيلا ردّوا عليك بـ 1000 صبع، أو نواة هاد الوظيفة الصلبة هي العدوانية، العنصرية، الأحكام المسبقة، الفتنة، سوء الفهم أو التفاهم، الهجوم الممنهج أو "عدم سلامة الذوق"، أو هاد المصايب كولــّـها متواجدة بامتياز فى الإسلام السياسي. الإسلام السمح، المخـلـّـق، المهـذّب، اللطيف، الآدامي، مرحبة أو آلف مرحبة بيه، "الإسلام السياسي"، يعني "الإسلام المصلحي" ديال الإخوان اللي بيناتهم أو بين الإرهاب غير شبر، "مرفوض إلى يوم القيامة"، لأن إبليس لعب ليهم بالمخ حتى أوهـمـهـم: "قـتـلوا أخــّـوتكم فى الله، قبل ما إقـوتـلــُـكـم"، أو ليومنا هادا باقي الإسلام السياسي هو الخطر المحدق فى المملكة المغربية.
كاين إجماع، "لا جدال فيه"، بين جميع المهتمين بتحليل ظاهرة العنصرية، ما كاين حتى شي داعي ألــّـعنصرية، لأن العنصرية، بالأخص الدينية، كتأدي "ديـريكـت" للتوتر، النفور أو الحرب الأهلية اللي كتعرف اليوما مصراة، السودان، تونس، الجزائر شحال هادي، ليبيا، سورية إلخ، ولاكن على ما كيبان، هاد الظاهرة كـثــّـورت من جيل ألجيل، لذالك "بغض النظر" على سن قوانين
جزرية ضد العنصرية، ضروري برمجة دورات تحسيسية غادي تشمل جميع مدارس، ثانويات، الشركات أو المؤسسات الحكومية، ناهيك على خلق مادة جديدة غادي أدّرس من القسم اللول فى التعليم الأساسي حتى البكالوريا اللي يمكن لينا نسمـّـيوها "المواطنة والحضارات المغربية".
الخطير فى العنصرية هي لمـّا كـتكون لابسة "تـوني" العرق، الثقافة، الحضارة ولا ّ اللغة، ولو "العرق" الصافي بحال الحليب كاين غير فى مخ العنصريين الضيق، فى هاد الحالة كيقوم العنصري بتقليل من قيمة لاخور، بحقرو أو تلفيق ليه جميع التهم أو الأفكار المسبقة اللي تخطر ليك على البال، لأن ثقافة، لغة أو حضارة الآخر ما كتماشاش مع لغتو، ثقافتو أو حضارتو، يعني ماشي منــّـو، فى عوط ما نركــّـزوى على اللي كيجمعنا، العنصري كيركــّـز على اللي كـيـفـرّقنا باش يخلق شرخ بينــّـا أو بينو، بحال اللي عمل المستعمر الفرانساوي لمـّا بغى يفصلنا على أخــّوتنا، أصهارنا أو أسلافنا الأمازيغ. اللي مس بأي أمازيغي اللغة، الثقافة أو الحضارة، مس بكرامتنا كـولــّـنا كمغاربة، "بدون استثناء"، ما نخسروا عليه غير جوج كلمات، أو باش إفهمنا مزيان أو ما إكون حتى شي لبس غادي نقولوها ليه ماشي بالمغربية، بالتمغرابية، ولاكن بالعربية: "كـلنا أمازيغ!"
العنصرية مرتابطة ديما بحرمان الآخر من الشعور الإيجابية بحال الإعجاب، الإعتراف، التنويه، المدح أو التمجيد، بالعكس كتدفع معتانق هاد الديانة الجديدة بـتجنب الآخر، بتهميشو، بعزلو ولا ّ بتشويه سمعتو، لذالك خصـّـنا نحاربوا من دابا معيرة العنصرية كيف أمــّا كان نوعها، لأن جميع البحوث ثبتات أن المجتماعات الهشة اللي ما عندهاش تاريخ عريق فى الديمقراطية ديما متعرضـة ألــّـعنصرية أو للتطاحنات العرقية، ولاكن بنادم ما كيتزادش عنصري، كيكبر غير إمـّا معاها ولا ّ ضدها إيلا كانوا واليديه شرفاء، ديمقراطيين. حنا مطــّالبين اليوما قبل من غـدّا نكـرّسوا ثقافة الديمقراطية الحقيقية، ماشي ديال "كي جـيـتـك؟"
العنصرية ظاهرة جماعية، مرتابطة كيف أمـّا قولت بعدم "الحس الديمقراطي" أو بالأخص بالثقافة المحافظة اللي كترفض المساوات بين الناس أو كتركــّـز على الحقيقة المطلقة، فى عوط ما تسخــّـر العقل أو نسبية حياة الإنسان. صلب الإيديولوجية الإسلامية هي العنصرية الدينية، كل شخص ماشي مسلم، ما إكون غير كافر، حسب تقديرات الإسلام السياسي، ولو بعض المرات تلقى الخير فى اللي كيشرب أو ما تلقاهش فى اللي كيصلـّي خمسة ديال المرات فى النهار، لأن
المظاهر ما عندها ما أدّير ليك، كتبقى فى الصحّ، الأعمال اللي ما كـتعرف لا شعوذة لا فال.
التصور، المشروع المجتمعي ديال الإسلام السياسي أو الإخوان اللي باغيين إفرضوا علينا بالـزّز، المختزل فى سحق الآخر أو التسلــّـط ، ديما كينطلق من الإيديولوجية الدينية العنصرية، أو الميز فى هاد الحالة كـيـوفــّـر ليه الصيغ الجاهزة باش يبدا عملية الفرز، ما حـدّنا ما قومناش بإجراءات جريئة على جميع المستوات أو عتارفنا "فى أول الأمر" بتعددنا اللغوي، الحضاري أو الثقافي، أو أننا ماشي مشارقة ولاكن مغاربة أحرار كنرفضوا الذل، غادي ديما أتـــّـمتع العنصرية بمستقبل زاهر، لأن العنصرية كتعرف أتــّـوغــّـل فى مجمتع "ما" إيلا كان كيعاني من "عدة" أزمات، بالأخص إيلا عرفات هاد المجتماعات توترات، تفاوتات كبيرة، تفرقة، فشل فى تكريس الثقافة الديمقراطية، المنافسة الشرسة على الحكم، الكراسى الفارهة أو المناصب، لذالك ضروري مكافحة، تقليص الفقر أو تسخير جميع الرأس المال البشري عن طريق التدريس أو التعـلـّم بلغة حية، ساهلة أو مفهومة، علاوة على هاد الشي، كيتوجـّـب علينا ترسيخ ثقافة التكافؤ فى الفرص أو العدالة الإجتماعية.