وهاهي الآن يتم إنصافها بما تستحقه من اهتمام بجائزة أممية ترفعها إلى مصافالعظماء والعظيمات .أمثال : مارتن لوثر كينغ، والرئيس الأمريكي جيمي كارتر، و نيلسون مانديلا وهيئات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية والصليب الأحمر الدولي وهيومن رايت ووتش.
لقد فازت السيدة خديجة الرياضي بجائزة حقوق الإنسان الأممية نظرا لمسيرتها النضالية منذ 1983 ،حيث قامت بمجهودات مميزة للنهوض بأوضاع حقوق الإنسان من خلال أبعادها المختلفة , سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والثقافية .
وتثمينا لجهودها انتخبها رفاقها رئيسة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فتحملت المسؤولية بجدارة قد تغيب عند الكثيرين والكثيرات .
فخديجة الرياضي ليست من أولئك الذين يجعلون النضال وسيلة للمجد الاجتماعي يتسلقون به الكراسي الوثيرة ويجنون من خلاله ريعا ماديا أو معنويا ،
بل غالبا ما تكون هي السباقة في الوقفات الاحتجاجية بالشارع العام بشجاعة تعبر من خلالها عن تطابق الفعل مع الخطاب .
ويا ما تعرضت للسحل والضرب والتعنيف من طرف القوات العمومية ،كما تعرضت ولازالت لمحاولات تشويه السمعة من طرف الخصوم .
ولقد تعرض أبنها الوحيد عدة مرات للضرب والسحل وكانت تعامله مثل باقي الشباب لافرق بين هذا وذاك .
ففي الوقت الذي يهييء المتسلقون لأبنائهم مسارات تيسر حياتهم ومستقبلهم عبر ريع النفوذ والعلاقات المترتبة عن ذلك نجد طينة خديجة الرياضي يهيئون فلذات أكبادهم لدرب النضال وما يعترضه من أشواك قد تتمدد ما بين الضرب والسحل والتنكيل وحتى السجن .
ويالها من تضحية لا يستطيعها إلا العظماء الحقيقيون الصادقون في مبادئهم .
خديجة الرياضي كما عرفتها: إنسانة منضبطة ،تحترم وعودها ومواعيدها
والخطابات التي تلقيها هي دائما مركزة تحترم حق المستمع في عدم هدر وقته في الإطناب غير المبرر ، وكلماتها موثقة بالإحصائيات وبالإحالات الإثباتية
وهي دائما قدر المسؤولية حيث تحملت مهمة التنسيق بشبكة مكونة من 22 جمعية حقوقية غير حكومية حول قضايا ملتهبة تعرض المدافعين عنها لمواجهات مستمرة مع الحاكمين .
كما ترأست لجنة المساندة للصحفي علي أنوزلا الذي واجه تهمة خطيرة نتيجة لنشره لرابط فديو للقاعدة وناضلت بشراسة عن حقه في التعبير وكانت من الأوائل الذين انتظروه أمام باب السجن عندما أفرج عنه وبقي متابعا في حالة سراح ,
وفي قضية الأفراج عن مغتصب الأطفال كانت الرياضي من اوائل المنددين بهكذا تصرف في وقفة تعرض فيها العديدون للضرب المبرح والتنكيل وووو
ففي الوقت الذي يجعل فيه البعض بعض القضايا ورقة سياسوية للتجاذب بين أحزاب تريد نصيبها من كعكة المغاربة المضمخة بمرارة المعاناة نجد مرافعات الرياضي عن المرأة والطفل والإنسان عموما تعتمد أولا وأخيرا المقاربة الحقوقية في بعدها الكوني والإيمان بقيم العدالة والمساواة ما بين المغاربة .
فخطابها الحقوقي واضح لا لبس فيه ولامكان فيه لأية تأويلات مغرضة بإيحاء من خصوم حقوق الإنسان الداخليين منهم والخارجيين الذين تؤرقهم الشخصيات غير الخاضعة للاحتواء و التدجين و لكل أشكال التوافقات المريبة أو غير المريبة .
وكذا تلك الكائنات الاسترزاقية التي وجدت في النضال المشبوه فرصة للسمسرة في المضطهدين بأنواعهم مقابل منافع ما أو فقط أولئك الجبناء الذين يخافون شمس الحق حيث تفقأ أشعتها عيونهم التي ألفت الظلم والظلام .
هؤلاء بدون شك تطبعوا مع ما يحيط بهم من ظواهر مشينة وغدا كل من يرفع صوته منددا يثير لديهم الخوف أو حتى الشبهة لأنهم برمجوا على خطاب أوحد يضع الماكياجات الفاقعة على تشوهات الجسم المغربي وما يشذ عن ذلك توكل له أبشع الاتهامات .
ويكفيها فخرا أنها ساندت خلال مسيرتها الحقوقية العديد من الفئات المظلومة وضمدت جراحها ورافعت عنها ببسالة وشجاعة نادرتين تبهر الجميع ,
وهذا ليس استثناء مغربيا في مغرب الاستثناءات , فمانديلا أيضا اعتبر في بداية مشواره إرهابيا ووجه بأبشع النعوت قبل أن تتفق الإنسانية على وصفه بالمناضل الفذ .
ولايوجد معارض واحد للأنظمة الاستبدادية لم يوصف بالخيانة والتخابر مع جهات أجنبية ,,,الخ
إن شخصية خديجة الرياضي مبهرة فعلا بنضالها الدؤوب والمستمر وانضباطها وثقافتها وتواضعها وإنسانيتها الكبيرة ....
إذ لايدافع عن المظلومين بدون أي مقابل إلا النبلاء .
لذلك فجائزتها مفخرة للمغرب و لكل المغاربة وكل المغربيات ولكل النساء المميزات
ولكل المناضلين الأحرار الذين ينفلتون من كل أشكال الاحتواء و التوافقات المريبة ,
فهنيئا لك بجائزتك الباذخة التي تعوضك عن كل أشكال التسفيه والتجاهل ,,,
وهنيئا للوطن بأمثالك ,,,,فالوطنية لا تستقيم بدون كرامة مواطنيها وأنت وأمثالك ومثيلاتك ستظلون صمام أمان الكرامة الإنسانية في كل زمان ومكان ,
وعاشت الأوطان المواطنة بكل طاقاتها المبدعة و الخلاقة من أجل رفاه الإنسان
كل الإنسان بدون أي تمييز مهما كان .