غير قولة هاد الراجل اللي فى العمر ديالو دابا 80 عام غادي تبيــيــّـن لـينـا بأنه من "جيل البارح" أو ما عندو حتى شي إطــّـلاع على اللي طاري فى البلاد أو ما عارفش حتى علاش كـيــهضر هـو بنفسو، أو هاد الأمر راجع بالأساس للسن أو عدم قدرة التركيز، لأن الواحد غير كيكبر فى السن كيفقد حتى %30 من حجم عـقـلو، عضلاتو، زيد عليها كـثر من 000 100 خلية اللي كـتــموت كل نهار.
"أحسن دليل" على هاد الـطروحات المعطوبة هي "مزاعم" العروي: "التدريس بالدارجة يروم تقويض الوحدة الوطنية"، يا سلام على "مفكر البارح"! أو سويسرا (8 مليون نسمة) اللي عندها 4 ديال اللغات رسمية، ماشي هي من ضمن الدول المبتكرة، المصنعة اللي كتعيش الرفاهية، الإزدهار المعرفي أو الإقتصادي؟ الدخل الخام ديال هاد الدويلة 636 مليار دولار، الدخل ديال الفرد 161 81 دولار، المغرب (35 مليون نسمة) 90 مليار دولار، دخل الفرد 600 2 دولار، أو هاد الشي راجع بـالأساس ألــْــتوظيف جميع الرأس المال البشري، بلا محابة ولا مجاملة، واش غير هاد الناس اللي عـندهم الـعــقـل أو حنا خرجنا عليه؟ "يصح الوجهان"!
"الرّومانش" لغة سويسرية رسمية كيـتــكــلـــّــموها يـلا ّه 000 30 شخص، ولاكن مستغلين بهاد اللغة المحلية اللي ما عـمــّـرها خرجات على الحدود السويسرية جميع الطاقات البشرية حتى ردّوها لغة عالمة، لغة الإبتكار أو الإزدهار، أمــّـا حـنا، كـيف ما قولت شحال من مرة، ردّينا من لغة أقلــية، العربية، لغة أغلبية، أو من لغة الأغلبية، المغربية، لغة أقلية، عـندنا كــولــّـشي بالـمــقـلوب، لأن النية ما صادقاش! ألا ّ هي إيــيــّـه أو إيــيـــّـه هي ألا ّ، أو إيـلا طـحــنـــّاهم بجوج يعطيــونا مغربي قـحّ، إيـلا ما عـقــدّناش الأمور ما كـنـحــســـّـوش بالمتعة، "مازوخيين عن أبا وجدا".
المؤرخ عبدالله العروي باقي كيهضر على "اللغة" أو "الوحدة الوطنية"، بحال إيـلا ما فى راسوش أن لغة أصهارنا، أخـــّـوتنا أو أسلافنا الأمازيغ باقي ما ترســّـمــاتش أو باقيين عايشين، راميين على ذاتنا مانطة الحماية الفرانساوية حتى تكــلــّـم بكل حقر أو زدراء على "البربرية"، ولاكن الغالب الله "الحنين إلى الماضي الغابر" باقي طاغي عليه، بالأخص كيخاف ما نبقاوش نــقراوْا كـتــوباتو، لأن المغربية هي اللي غادي تكون لغة التدريس، التثقيف أو العلوم، من قسم التحضيري حتى للدكتورة، حتى قضينا على الأمية "عن آخرها"، حنا ماشي أمـّـيـيـين، عندنا لغتا الأم، اللغة المغربية، ولاكن تدبير المنظومة التعليمية أو السياسات المتعاقبة الفاشلة ردّاتنا "لاجئين لغويين"، بلا هوية ولا بوصلة.
اللغة العربية غادي ديما تثري المغربية، لأن ثروة اللغة العربية اللي فى الأصل دارجة حتى هي راجعة بالأساس للزخم اللغوي اللي ستمدّاتو من اللغة السوميرة، أو الحروف اللي كنقولوا عربية، ما هي غير حروف آرامية، لغة عيسى، بلا عاد ما نهضروا على المفردات المستعارة من لغات غربية، النكليزية، اليونانية، الفرانساوية، الفارسية، التركية إلخ: الجمرك، الإستمارة، الدرهم، أجندة، ستراتيجية، صالة، موضة، تاكتيك، دكتاتور، إمراطور، ديماغوجية، إديولوجية، سيكولجية، سروال إلخ.
السي العروي كـيــتــكلم على شي حوايج ما عندو حتى شي دراية ولا ّ إطلاع عليهم، كيـقول فى هاد الحوار: "ضروري أتــّـكتب اللغة المغربية بحروف مناسبة"، أو حنا باش كـنــكــتــبوا، "بحروف غير مناسبة"؟ قرا بعدا شي ما تيســّـر من مسرحيات، روايات، نكات، قصص قصيرة، شعر بعض الإخوة اللي كيكتبوا بالمغربية بحال دريس مسناوي أمغار، نعيمة الحمداوي، محمد الراشق، مراد القادري، أحمد لمسيح، نوهاد بنعـكيدة إلخ، عـمـــّــرو سمع برواية "عكـــّـاز الريح" ولا ّ "تاعروروت" ديال دريس المسناوي أمغار ولا ّ "الرحيل، دمعة مسافرة" ديال هاد العبد المذنب؟ أو ماشي غير هادو اللي كـيــكــتبوا يوميا باللغة المغربية، جيوش اللي ما واردة سميـيـّـتـهــم فى حتى شي مقرر مدرسي، بحال إيـلا عـايشين فى تـنـدوف، ماشي فى بـلادنا، عـاد ما بان للسي عبدالله من أوسط هاد الكتاب، الشعراء كـولـــّهم غير عبدالرحمان المجدوب أو ولد عمــّـو فؤاد العروي؟
غير كيخروج السي العروي على التـاريخ أو الموضوع كـيردّو الصحفي للطريق لا يـــتــــّــجلى فى "متاهات خـَـريف العـقـل"، حتى نصحو المحاور: "لنعد الآن إلى أصل هذا النقاش"، يعني السي عبدالله "فى حالة شرود"، ولاكن ما تـحــكــرش عنـاد "المسنـين" إيـلا عملوا شي حاجة فى موخــّـهم، والله ما مشى حتى بدا السي العروي عاودتاني كيـهضر على الموسيقى أو النوتة حتى أضــّـطر الصحفي إقاطعو مرة خرى بصرامة، سـوّلو بلا زواق، لا نفـاق، سـعـْـدات اللي بكري فاق: "ما علاقة هذا الكلام بالتدريس بالدارجة عوض العـربية؟" يعني أتــّـقي الله آ هاد الراجل ! راك بديتي كـتــدخول أو تـخـروج فى الهضرة.
بكل صراحة، العروي ما جاب ولا فكرة وحدة جديدة، ولا ثرى النقاش اللي ضاير اليوما، حتى الفكرة الواردة فى حوارو أن "اللي كيقرى لغتو فى الدار خـصــّـو يتعلــّم حـوايج جـداد فى المدرسة"، هادي فكرة قديمة، ما عندها حتى شي "سند علمي"، جميع البحوث كثـــّـبت أنه بالعكس إيلا تـعــلــّم الدرّي الصغير بلغتو الأم فى المدرسة غادي تسهال عليه المأمورية، لأنه ضروري نــكــونوا متمــكــّـنين من لغتنا الأم باش نقـدّوا نـواجهوا، نـتــعــلـــّــموا لغة ثانية أو ثالـثـة، لأنه بكل بساطة: مــا كــنــعــملوش الخطوة الثانية قبل من اللولة، يعني اللغة الثانية قبل من اللولة، هادا ما قال الـعـقـل، أمــّـا الحماق، العبث كـيـدير اللي بـغى، تسوّلـو: خمسة زائد خمسة، "كـمّ؟" ما يبقاش فيك الحال إيـلا ردّ عـليك: "نـعـجـة"ولا ّ قال ليك بفرانساوية أنـيـقـة: "بــوجــور".
ما مشى العروي حتى سرح، غاب أو بدا كيجيب دورات شرفية اللي ما عندها حتى علاقة بالسؤال، حتى ضطـرّ الصحفي من جديد إردّ السي العروي "لرشده" لمــّا قترح عليه: "من الأفضل أن نعود إلى ذلك الطفل وهو يتابع تعلمه بالدارجة"، يعني هاد الشي اللي كتحكي لينا آ السي العروي ما عندو لا ساس ولا راس، ما مشى السي العروي حتى ثرى عاودتاني قاموسنا بالعمـوميات الرتيبة، "المتجاوزة منذ القدم": "ستلاقون صعوبة كبيرة أثناء قراءة كلمات بالدارجة"، أو الشعراء المغاربة غير كيـلـقــيــوْا قصايدهم، ولا ّ قـصايد غيرهم، كـيــبــقاوْا "صومـّـون، بـوكــمــون" ولا ّ معـلــّــقــين حروفهم فى السما، ناشرينهم بلا ما إقــدّوا يـتــفــوّهـوا بيهم؟ فى عوط ما إقول ليه الصحفي المحاور: "راك بديتي كـتـخــرّف آ السي العروي"، فضــّـل ما إبــهـدلوش، قال ليه بلباقة، بلطف: "من الأفضل أن نعود إلى ...".
عندي سؤال بسيط: علاش البنت ديال ثمنة سنين، القسم الثاني من التحضيري، كتقرا الحكايات اللي نشرت 2009 أو 2011 بسهولة أو الكبير اللي كيعرف يكتب أو يقرا، كيـقول بأن "المغربية غير مقروءة"؟ هادي نفس الأفكار الجاهزة بلا أي "حجة دامغة"، لأن الكبير، كـسول، كـيـعاني من تضخم الآنا، راضي على نفسو، أو تـكـون كـولــّـها أعطاب، معانـد، أو العناد هو اللي بوحدو ما كـيتــقـبـــّـلش الحجة، لأن الكبير، المناهض ألــْـغة أمــّـو عــندو أصلا مشكل مع ذاتو اللي كيحقر، باغي يبتر، لأنه كـيــعــيـش "عقدة لغوية"، "بلوكاج لغوي" أو كـيـعاني من مركب نقص مزمن، أمــّـا الدرّي الصغير ولا ّ البنية ديال ثمنة سنين باقية بريئة، منفاتحة على العالم، باغية تكـتـشف، تعمق معرفتها، بلا أفكار مسبقة.
شـنـو كـنـعــملوا حنا فى هاد الحالة؟ كـنبقاوْا عليها حتى كـنـدخـــّـلوا ألــْـروحها، ذاتها، قـلبها الرعب، قـواعد معـقـدة، أو فى عوط ما نسـهــّـلوا المأمورية كـنــعــقـــّـدوها، حتى طارت "الـعـقدة" أو سكـنــاتــهـا، هـاكدا كـنــضــيــيـــّــعوا عشرات السنين أو حنا كـنـعــمــلوا بحال إيلا كـنــتــعــلــّـموا، بــلا ما نتــعــلــــّــموا والـو فى الحقيقة، كـنـكـذبوا على نفوسنا أو على أعـزّ ما عندنا: عـلى أولادنا، مستقبلنا، متداد وجودنا، أو هاد الشي اللي بغى لينا السي العروي: غـرقة "وحدة" معاه، باش ما نـقـوموش ب "تقويض الوحدة الوطنية"، على حسب تعبيرو، بحال إيلا من الواجب علينا نواجهوا شي ستعمار فتراضي، "مـجهول المعالم"، ولو "الإستعمار الداخلي"، كنقصد "الإستعمار اللغوي" هو من أبشع "أنواع استبلاد واستغلال الناس" على وجه الأرض، لأن هاد النوع "شبيه بزنا المحارم"، لمــّـا كيستغل الأب ولدو، بنتو، جميع المقربين، أو الإغتصابات اللي كـيوردوا يوميا فى الجرائد المغربية كـيـثمــنـــّـوا هاد الطرح، أو اللي ستـغـل "هذا أو ذاك" لـغـويا باش يـتحكم فيه "على أكمل وجه"، كـيـتوفــّـر على القابلية الازمة اللي كـتـأدّي "حتما" ألاستغلال الجنسي.
باش قـفـــّـرها المؤطر، المنظر أو الأستاذ الفذ هو لمــّا ربط "اللغة المغربية، "لغة الأم"، "بالتصوف". صراحة، هاد الحوار، فى عوط ما يستر السي "العـروي"، "عـرّاه"، كون هضر لينا على التاريخ أو كل حاجة كانت كتـدور فى فلك هاد الموضوع شي باس ما كاين، ولاكن يــتــكــلم على شي حوايج ما كيفقه فيهم والو أو كيجلب لينا غير "أشياء مـعـلــبة، جاهزة للإستعمال"، بلا جـُـهد، كـدّ ولا ّ عمق فى الفكر، ولا ّ كاع حوايج خارجين على المضوع، غير ما كاين لاش، هادا كلام الكبار، لا مذاق لا عبار، بالعمالقة ضارّ فى "واضحة ْ أنــّــهار".