سيفتتح المغرب "في أقرب الآجال" مركزا على أراضيه، مخصصا لتأهيل 500 امام مالي، بموجب اتفاق وقع بين البلدين في العاصمة المالية باماكو مؤخرا، حسبما اعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي احمد التوفيق.
ووصل الى مدينة الرباط تسعون اماما ماليا تم انتقاؤهم للمشاركة في هذا البرنامج على ان يلتحق بهم "خلال الاسابيع القادمة" 12 اماما آخر، كما قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لوكالة الانباء الرسمية
واستقبل أحمد التوفيق وتيرنو أمادو عمر هاس ديالو الوزير المالي المنتدب في الشؤون الدينية، هذه المجموعة الأولى التي التحقت بالمغرب لمباشرة هذا التكوين الممتد على سنتين. وتم خلال الاستقبال إطلاع المجموعة على نوعية برامج التكوين.
ويهدف البرنامج الذي اعلنه الملك محمد السادس في خطابه خلال حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد ابراهيم ابو بكر كيتا، الى تكوين 500 إمام لفائدة مالي في خمس دورات مدة كل دورة سنتان.
وعن برنامج التأهيل، قال الوزير الشؤون الإسلامية المغربي "الوزارة حضرت مشروع برنامج أبلغته للجانب المالي، ووافق عليه".
ويتضمن هذا البرنامج حسب المصدر نفسه "دراسة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والضروري من العلوم الشرعية واللغة العربية ومهام الامامة وشروطها في سياق الثوابت الدينية في جمهورية مالي، ومن جملتها التدريب على اساليب التبليغ باللغات المستعملة في مالي".
كما يتضمن هذا البرنامج "دروسا في تاريخ مالي وجغرافيتها ومؤسساتها، بالإضافة إلى تاريخ الإسلام والعالم، ودروسا في حقوق الإنسان، والصحة العقلية والإعلام وحساب الفلك".
وهيأت السلطات المغربية "مؤقتا" مركزا للتأهيل والايواء في العاصمة الرباط، على ان يتم بناء مقر "خاص بهذا التكوين والتكوينات المشابهة" في مدينة فاس، العاصمة الروحية للمملكة كما يسميها المغاربة.
وقال الوزير المالي حسبما نقلت وكالة الانباء الرسمية ان "هذا التكوين سيساعدهم على تعميق رؤيتهم لقيم الإسلام السمحة المبنية على الوسطية والتسامح، وهو ما يؤهلهم للقيام بمهامهم على أحسن وجه خلال عودتهم لبلدهم".
ووقع الوزير المالي ونظيره المغربي اتفاقا في مجال الشؤون الإسلامية يقضي بتبادل الخبرات في مجال "تكوين الأئمة والخطباء والمرشدين" و"حماية وصيانة البنايات الإسلامية"، و"وتبادل زيارات المختصين" و"تقديم منح للطلبة الماليين".
كما ينص الاتفاق، على "تبادل الأفكار والمعلومات حول السبل الكفيلة بالتصدي للفكر المتطرف والسهر على احترام مبادئ التسامح التي يدعو لها الإسلام ونشرها في كلا البلدين كلا البلدين".
ويبلغ عدد سكان مالي 16 مليون نسمة، 98% مسلمين، فيما يبلغ تعداد سكان المغرب 35 مليون نسمة، ويسمى الملك محمد السادس أميرا للمؤمنين.