القائمة

الرأي

الأعراس الصيفية والتلوث السمعي بالمدن بالمغربية

هل من تقنين أيها السلطات ؟؟؟
 
 
استبداد العادات الاجتماعية  :
 
 تعيش المدن المغربية خلال العطل الصيفية على إيقاع أعراس بالجملة ، تنفث ضجيجها المدوي عبر مكبرات الأصوات عبر العديد من الأحياء ليل نهار مغطية بذلك على ضجيج السيارات والطائرات و المعامل الصغرى وضجيج الباعة المتجولين وحتى المستقرين ومختلف أشكال ضجيج الساكنة المعتاد.
تلوث  يعوق كل إمكانية للراحة أو حتى للعمل بشكل مركز ....لأنه يقتلع الإنسان من مختلف مهماته اليوميه  اقتلاعا كي يسمع تحت الإكراه "غناء" لا يختلف كثيرا عن الزعيق في أغلب الأحيان .....
وهنا أتساءل ماهي مشروعية  هذا التصريف الصوتي المزعج جدا جدا في فضاء عمومي تتملكه ساكنة  قد تتنوع مشاربها واهتماماتها ومشاكلها واحتياجاتها.....ولا
تقتسم بالضرورة هواجس أصحاب العرس الذين يصدرون فرحهم المفترض لآلاف السكان فيتحول لإزعاج يؤثر على هدوئهم وأعصابهم وبالتالي على نشاطاتهم ومردوديتهم بل حتى على علاقاتهم  في بعض الأحيان ؟
 

هل من تقنين أيها السلطات ؟؟؟
 
استبداد العادات الاجتماعية  :
 
 تعيش المدن المغربية خلال العطل الصيفية على إيقاع أعراس بالجملة ، تنفث ضجيجها المدوي عبر مكبرات الأصوات عبر العديد من الأحياء ليل نهار مغطية بذلك على ضجيج السيارات والطائرات و المعامل الصغرى وضجيج الباعة المتجولين وحتى المستقرين ومختلف أشكال ضجيج الساكنة المعتاد.

تلوث  يعوق كل إمكانية للراحة أو حتى للعمل بشكل مركز ....لأنه يقتلع الإنسان من مختلف مهماته اليوميه  اقتلاعا كي يسمع تحت الإكراه "غناء" لا يختلف كثيرا عن الزعيق في أغلب الأحيان .....
وهنا أتساءل ما هي مشروعية  هذا التصريف الصوتي المزعج جدا جدا في فضاء عمومي تتملكه ساكنة  قد تتنوع مشاربها واهتماماتها ومشاكلها واحتياجاتها.....ولا تقتسم بالضرورة هواجس أصحاب العرس الذين يصدرون فرحهم المفترض لآلاف السكان فيتحول لإزعاج يؤثر على هدوئهم وأعصابهم وبالتالي على نشاطاتهم ومردوديتهم بل حتى على علاقاتهم  في بعض الأحيان ؟

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

الفئات المتضررة من هذا الضجيج :
 
ما ذنب عشرات المرضى الموجودين بهكذا أحياء والذين يحتاجون لنوع من الهدوء كي يرتاحوا فيزيد الضجيج من معاناتهم ؟؟؟
ما ذنب المئات بل الآلاف من العمال والموظفين والتجار الذين قضوا يومهم في عمل مرهق وتنقلات مكوكية من وإلى عملهم ،ويحتاجون بالتالي فسحة من الهدوء لاسترجاع طاقتهم المهدورة ؟
ما ذنب مئات الرضع الذين يربك نومهم بهكذا ضجيج ، فيذكي بكاءهم وتنزعج أمهاتم ويزداد تعبها نتيجة لهذا الإزعاج ؟؟؟
ما ذنب من يمارس مهمة أو نشاطا يتطلب نوعا من التركيز كالقراءة  أو المحاسبة أو أي عمل فكري فيقتلع من مهماته بهكذا ضجيج ؟؟؟
ما ذنب الحزانى ،الذين فقدوا عزيزا عليهم فيستفزهم هذا الاستعراض الفج لفرح لا يعنيهم  فيزيد من تعميق حزنهم ؟؟؟
ما ذنب مرضى المستشفيات ؟  والعجزة ؟ والأطفال وحتى غير المتناغمين مع هذه الأشكال من الغناء ؟؟؟؟
ما ذنب ساكنة الحي  بأكمله أمام هكذا استبداد حيث تزداد معاناتها بازدياد عدد الأعراس في محيطها الجغرافي ؟؟ فتهرب من الثعبان في هذه الجهة من بيتها كي تجد الأفعى في الجهة الأخرى ؟؟؟؟
 
ضجيج قد يؤذي مسامعك ل16 ساعة متواصلة وأكثر
 
المصيبة الكبرى هو استمرار الضجيج نهارا وليلا ،فأغلب الأعراس في هذا البلد تبدأ مع 2 زوالا وتستمر للصبح  أي حوالي 16 ساعة  و  أكثر أحيانا إذاكان مسكن العريس قريبا .وقد تتناوب فرقتان أو أكثر على هذا الأداء المزعج وقد يحرص صاحب العرس على إرضاء أصحاب "المرح " بأغاني شعبية و عصرية و الإسلاميين بالأناشيد الدينية وكلاهما عبر مكبرات الصوت القوية.


وقد تتعدد الفرق حسب إمكانيات صاحب العرس من أمازيغية لعربية حسب ثقافة المناطق المختلفة. وقد تتعدد الأعراس ومعها مكبرات الصوت والبنايات المؤقتة للحفلات فوق  الأسطح أوفي الأزقة بحيث تقطع بعض الطرق فيبحث المارة عن طرق أخرى للوصول إلى مساكنهم أو إلى أهدافهم مما يحرم ساكنة  الحي التي قد تصل للآلاف بل مدينة أو حتى مدنا بأكملها  من شروط الراحة أو شروط ممارسة مهماتها في شروطها المعتادةّ.
 
هذه الاحتفالات الغوغائية  ترييف للمدن :

يبدو لي بأن هكذا عادات ، قد تتناسب مع أوساط قروية ، تجمعها روابط الدم والقرابة وتحرص على اقتسام مناسباتها بين الأهل والأحباب في فضاء شاسع بإمكانه استيعاب الضجيج بدون إزعاج علما أن نوعية أنشطة أهل البادية لن تتضرر بهكذا احتفالات .
أما الحياة الحضرية فلا تناسبها بتاتا هذه الطريقة الفجة والغوغائية في الاحتفال علما أن أقرب جيرانك قد يكونون غير معنيين بهذا النوع من الاحتفال  ومن حقهم "عدم الإزعاج " وممارسة حياتهم بشكل عادي ,
وعلما أيضا أن العامل أو الموظف المتضرر من هكذا إزعاج "بعدم النوم المريح "لن يتفهمه رب العمل أو مديره إن هو أبدى أدنى ارتباك في أداء مهامه مما قد يسبب له عقوبات في عمله ومما قد يضر بمصالح الفئات التي يخدمها بمزاج معكر قد يسيء إلى نوعية تواصله معهم وما إلى ذلك من تداعيات ضجيج لاذنب له فيه .
 
السلطات المحلية وتقنين الاحتفالات الاجتماعية :
 
وبالتالي أتساءل ما دور  السلطات المحلية  والمنتخبة في حماية الحق في حياة عادية  أمام استبداد عادات لا علاقة لها بالوسط الحضري وحيثياته؟
 
لقد بات من الضروري تقنين هذه الاحتفالات وبشكل مستعجل وإذاكانت السلطات تحرص فعلا على احترام العادات الاجتماعية وتشجعها فمن واجبها بناء قاعات للاحتفال في كل جماعة مهيأة لهكذا أغراض يستفيد منها السكان المحتفلون بزواجهم أو ختان أطفالهم أو حتى أعياد ميلادهم إن شاءوا .....

علما أن من يجرؤ على تنظيم هكذا احتفال في عز الأزمة  ولأيام بألبسته ومآدبه وفرقه الغنائية وممونيه وعماله وو  مختلف جزئياته قادر أيضا على كراء قاعة للأفراح مخصصة لهذا الغرض، هناك من قائل بأن هكذا احتفالات تدخل في  ثقافة الفرح ،فالفرح شيء جميل بكل تأكيد لكن بشرط عدم تكديره حياة الآخرين . فحرية البعض تنتهي عندما تبدأ حرية آخرين وما أدهاك عندما يكون هؤلاء الآخرون أغلبية ساحقة غير معنية بفرح شخصي قد يهم في أقصى الحالات عائلة وأقاربها وأحبابها المقربين .

وبالتالي أضحى من واجب مسؤولي المدن البحث عن حلول عاجلة تحمي مدننا من كل أشكال الترييف ومن ضمنها هذا الشكل من الاحتفالات.

منبر

عائشة التاج
أستاذة وباحثة
كاتبة وباحثة اجتماعية