القائمة

interview_1

الحسين يوعابد: موجة حر تلامس 48 درجة ونوصي المواطنين بتوخي الحذر [حوار]

من المرتقب أن تشهد بلادنا خلال الأيام القليلة المقبلة، موجة حرّ شديدة، تتسم بارتفاع كبير في درجات الحرارة، متجاوزة المعدلات الموسمية بنحو 8 إلى 15 درجة مئوية على عدة مناطق من المملكة.

في الحوار التالي مع الحسين يوعابد المكلف بالتواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، يوضح لنا المناطق المعنية بهذه الظاهرة المناخية وسبل تفادي أضرارها.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

متى تبدأ موجة الحر التي يرتقب أن يشهدها المغرب؟

يتوقع بحول الله أن تهم بلادنا موجة حرّ شديدة و هي ظاهرة الشركي و التي ستهمنا اعتبارًا من يوم السبت، حيث سيشمل تأثيرها مناطق واسعة من التراب الوطني، وفق آخر التحديثات والنماذج العددية المعتمدة لدى المديرية.

ما هي أعلى درجات الحرارة المتوقعة وأين ؟

يُتوقع تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 45 و47 درجة مئوية على مناطق الجنوب الشرقي، وأقاليمنا الجنوبية، وسوس، والسايس، وسهول تادلة، والرحامنة، والشياضمة. بينما ستتراوح على السهول المحاذية لغرب الأطلس الكبير والمنطقة الشرقية ما بين 39 و45 درجة مئوية.

ومعلوم أن أعلى درجة حرارة مسجلة رسميا في تاريخ المغرب هي 50.4 درجة، سجلت بمدينة أكادير يوم 11 غشت 2023، وفق أرشيف المحطات المناخية للمديرية العامة للأرصاد الجوية، ووفقًا لآخر مخرجات النماذج المناخية المعتمدة لدى المديرية العامة للأرصاد الجوية، ليس متوقعا تجاوز حاجز 50 درجة مئوية على العموم، على الرغم من اقتراب الدرجات من حدود 48 درجة مئوية محليا، مما يشير إلى شدة هذه الموجة.

إذن نتحدث عن معظم جهات المملكة...

نعم، تأثير هذه الموجة يشمل معظم جهات المملكة تقريبا، حيث ستمتد من الجنوب الشرقي، مرورا بالأقاليم الجنوبية، إلى سوس، السايس، السهول المحاذية لجبال الأطلس، وحتى السهول الأطلسية والساحل الأطلسي، مما يجعلها حالة واسعة الانتشار.

ويُتوقع استمرار تأثير هذه الموجة على الأقل من يوم السبت إلى يوم الثلاثاء، على أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا اعتبارًا من يوم الأربعاء، وفق آخر التحديثات.

هل تم تسجيل أرقام محلية قياسية سابقة في مثل هذه الفترة من السنة؟

نعم، سبق أن سُجلت على عدة محطات أرقام قياسية شهرية لدرجات الحرارة القصوى خلال الفترة نفسها من شهر يونيو. على سبيل المثال، سُجل بمدينة تارودانت 47.9 درجة مئوية يوم 23 يونيو 2017، و بالسمارة 47.5 درجة مئوية يوم 27 يونيو 2012، بينما وصلت درجة الحرارة إلى 47.4 درجة مئوية بمدينة سيدي سليمان يوم 24 يونيو 2017، و46.9 درجة مئوية بمراكش يوم 26 يونيو 2012. كما سجلت قيم عالية بمناطق أخرى، مثل أكادير (46.8 درجة مئوية يوم 24 يونيو 2017)...

علميا كيف يمكن تفسير هذا الارتفاع في درجات الحرارة؟

السبب الأساسي يتمثل في ظاهرة الشركي نتيجة تمدد منخفض صحراوي نحو المغرب، محملا بكتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى، مما سيؤدى إلى ارتفاع ملحوظ فالمناطق المعنية بموجة الحر مثل، داخل أقاليمنا الجنوبية وسوس، وتادلة، والرحامنة، وسايس، والجهة الشرقية، ، والجنوب الشرقي، والسهول غرب الأطلس تقع في مواقع جغرافية تتعرض بشكل مباشر لتأثير الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية الجافة والحارة، والمعروفة محلياً برياح "الشركي".

هذه المناطق محاطة بتضاريس جبلية من الأطلس أو بعيدة عن التأثير التلطيفي للمحيط الأطلسي أو البحر المتوسط، مما يجعلها عرضة أكثر لموجات الحر ذات الطابع القاري. كما أن الارتفاع في درجات الحرارة في السهول الداخلية المحاذية لمرتفعات الأطلس ناتج عن تأثير فون، أي هبوب رياح ساخنة وجافة نازلة من المرتفعات، بعد فقدان الكتل الهوائية لرطوبتها عند عبورها السلاسل الجبلية."

 ما الذي تنصحون به المواطنين لتفادي المخاطر المرتبطة بهذه الحرارة المفرطة؟

تنصح بضرورة توخّي الحذر، وتفادي التعرّض المباشر لأشعة الشمس لساعات طويلة، وشرب السوائل بانتظام، وحماية الفئات الأكثر عرضة للإجهاد الحراري وضربات الشمس، وذلك حفاظًا على الصحة والسلامة العامة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال