أصبح تسلسل الإكسوم الكامل (WES) في المغرب وسيلة متقدمة لتشخيص الأمراض الوراثية بسرعة ودقة غير مسبوقتين. وتُعد هذه التقنية، التي تعتمد على الجيل الجديد من تقنيات التسلسل (NGS)، خطوة رائدة تُستخدم لأول مرة في البلاد، وتفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب الوراثي، حيث تُمكّن من التعرف على نحو 85% من الطفرات المسؤولة عن الأمراض الوراثية أو المعقدة.
هذا الاختبار الجيني متوفر حاليًا في مختبر مركز أنوال بمدينة الدار البيضاء، الذي وصفه بـ"أداة تشخيصية واعدة" تتيح "رعاية طبية أكثر دقة وسرعة". ويقوم الاختبار على تحليل أكثر من 20,000 جين بشري دفعة واحدة، انطلاقًا من عينة من اللعاب أو الدم أو أي مادة بيولوجية أخرى تحتوي على الحمض النووي.
يوفر تسلسل الإكسوم تحليلًا شاملاً وسريعًا للجينوم، ما يقلل من فترات الانتظار وحالة عدم اليقين، ويتيح في الوقت نفسه رصد عدد كبير من الطفرات الجينية ضمن تحليل واحد. ووفقًا لبيان صادر عن المختبر، "يلعب هذا الفحص دورًا حاسمًا في تحديد الأسباب الوراثية الكامنة وراء المرض، ما يساهم في توجيه العلاج بسرعة وتفادي العلاجات غير المناسبة".
وقد استمرت المرحلة التجريبية لأكثر من عام عبر منصة "GENOMAf" (جينوم إفريقيا)، المخصصة لعلم الأحياء الجزيئي.
وتأتي هذه المبادرة لتعزيز مشروع الجينوم المغربي (PGM)، الذي تقوده مؤسسة محمد السادس للعلوم الصحية، بهدف إرساء مرجعية جينية وطنية، وتطوير طب دقيق يتماشى مع الخصوصيات الجينية للسكان المغاربة.