شهد المغرب، صباح اليوم الأحد، تنظيم مسيرتين بكل من العاصمة الرباط ومدينة مراكش، إحياء للذكرى الخامسة والأربعين للربيع الأمازيغي "تافسوت إيمازيغن"، التي تخلد أحداث 20 أبريل 1980، حين شهدت منطقة القبائل الجزائرية قمعًا دمويا خلف عشرات القتلى في صفوف المحتجين الأمازيغ على يد القوات الأمنية الجزائرية.
وكان من المزمع أن تنظم الحركات والتنظيمات الأمازيغية مسيرة وطنية موحّدة بهذه المناسبة، غير أن عدم التوافق حول ملف مطلبي مشترك أدى إلى انقسامها إلى تيارين: أحدهما اختار التظاهر في الرباط، فيما فضّل الآخر تنظيم المسيرة بمدينة مراكش.
في الرباط، طوّقت قوات الأمن المحتجين في ساحة باب الحد، ومنعتهم من تحويل الوقفة إلى مسيرة نحو مبنى البرلمان.
ورفع المشاركون، الذين أطلقوا على المسيرة شعار "دورة العميد محمد شفيق"، لافتات وشعارات تطالب بجعل الهوية الأمازيغية جزءًا من هوية الدولة، وتُشدّد على ضرورة التفعيل الفعلي للطابع الرسمي للغة الأمازيغية، كما طالبوا بالاعتراف الدستوري والسياسي بها، وبحماية اللغة والثقافة الأمازيغيتين من التهميش والإقصاء، وإنهاء كافة أشكال التمييز ضد الأمازيغية في الإعلام والتعليم.
كما نادى المحتجون بالإفراج الفوري عن معتقلي "حراك الريف" ومعتقلي الرأي في مختلف المناطق، ومكافحة الممارسات التي تمس بالحقوق الأمازيغية.
أما في مدينة مراكش، فقد اختار منظّمو المسيرة التركيز على الحقوق الأمازيغية في بعدها الاقتصادي والاجتماعي، مسلّطين الضوء على معاناة سكان المناطق الجبلية، لا سيما بعد زلزال الحوز.
وأكدوا أن خروجهم للشارع يهدف إلى لفت الانتباه إلى الوضع المزري الذي يعيشه المتضررون من الزلزال، والذين لا يزالون تحت خيام بلاستيكية في ظل ما وصفوه بتأخر إعادة الإعمار في أقاليم الحوز، وتارودانت، وشيشاوة، واستمرار غياب الخدمات الأساسية كالصحة، والسكن، والبنية التحتية.
كما دعوا إلى رفع التهميش الاقتصادي والاجتماعي عن هذه المناطق، وتحقيق العدالة المجالية، وضمان الحقوق الأساسية للسكان، ووقف نزع ملكية الأراضي السلالية واستغلال الثروات الطبيعية، مع تأكيدهم على مطلب حرية التعبير وإطلاق سراح معتقلي الرأي.