إن هذه النبوءة تتعزز بشكل كبير بعد العديد من الوقائع والأحداث العجيبة والغريبة، كتمتيع الرجل برخصة للخروج من السجن بسبب وفاة والدته، في سابقة في تاريخ القضاء العالمي حيث يسمح لمن أمر قاضي التحقيق بإيداعه السجن الإحتياطي بالخروج لمدة أربع أيام. وتزداد الغرابة بالإهتمام الكبير للصحافة بحدث الجنازة بأدق التفاصيل، حتى عدد الدمعات وطريقة الدعاء، أضف إلى ذلك رسالة التعزية الرسمية من قمة هرم السلطة في البلاد التي وصفت الرجل بالأستاذ.
كما أن هذا التخمين يصبح أقوى إذا علمنا أن "الأستاذ" خالد عليوة يتوفر على تجربة في مجال القيادة والتدبير باعتباره وزيرا سابقا في حكومتي التناوب أو حكومة علي بابا والأربعين، وقياديا سياسيا في حزب الإتحاد الاشتراكي أحد الأحزاب التاريخية ومديرا محنكا لمؤسسة بنكية.
ويتعزز قولنا بوجود تجربة سابقة من هذا النوع، هي تجربة جامع المعتصم القيادي في حزب العدالة والتنمية الذي كان يحاكم في ملف اختلالات التسيير الجماعي، ليحكم له بالسراح المؤقت ثم يقاد مباشرة من باب السجن إلى باب المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ثم بعد ذلك إلى ردهات ديوان رئيس الحكومة.
إن هذا ليس ببعيد، خاصة وأن خالد عليوة يجد علي يمينه "عفريتا" كما سماه عبد اله إبن كيران، هذا "العفريت" قد ينقله إلى ذلك المنصب قبل أن يقوم من مقامه، وعلى يساره "عفريت" اخر أوتي من العلم ومن نواميس هذه الألاعيب هو المحامي "المحنك" الذي قد ينقله إلى ذات المنصب قبل أن يرتد إليه طرف.
فليستبشر جميع المعتقلين فمقامهم في السجن رهين بالوقت، إذ قريبا سيسرحون من السجن ليعينوا في مجلس ما. ولا تحزن أيها "الحاقد" ولتقر عينك،... سحقا فبينما كنت أنتظر أن يخبرني العفريت عن مصيرك أيضا، إذ بأشعة الصباح توقضني من نومي العميق...غدا قد يراودني حلم اخر وآتيك منه بخبر يقين.