يشهد المغرب منذ شتنبر 2023، تفشيا غير مسبوق لمرض "بوحمرون" (الحصبة)، حيث سجلت قرابة 25 ألف حالة مشتبه بها، من بينها 6,300 حالة مؤكدة و120 وفاة. وامتد تأثير هذا التفشي إلى أوروبا، فبعد فرنسا، أعلنت إسبانيا عن حالات مستوردة من المملكة.
وعاد مرض "بوحمرون" ليشكل مصدر قلق للسلطات الصحية الإسبانية، حيث سجلت البلاد 107 حالات مؤكدة خلال الأسابيع الثمانية الأولى من عام 2025، موزعة على ثماني بؤر نشطة في مناطق متعددة. ويمثل هذا الرقم زيادة حادة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024 التي شهدت 15 حالة فقط، وفقا لوسائل إعلام إيبيرية.
وتعد منطقة بيثكايا في إقليم الباسك أكبر بؤرة تفشٍ في البلاد، حيث سجلت 51 حالة منذ نونبر 2024، منها 44 حالة منذ بداية عام 2025. ويمثل العاملون في القطاع الصحي 21 حالة من الإصابات المؤكدة.
وبحسب مسؤولين في قطاع الصحة الإسباني، فإن ارتفاع عدد الإصابات مرتبط باستيراد الفيروس من دول تعاني من تفش واسع، وعلى رأسها المغرب ورومانيا. فقد سجل المغرب وحده 120 حالة وفاة بسبب الحصبة، بينما أبلغت رومانيا عن 21 وفاة منذ يناير 2024.
وأكد جاكوبو مينديوروز، نائب المدير العام للمراقبة والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية في حكومة كتالونيا، أن 34% من الحالات المؤكدة في إسبانيا هذا العام تعود إلى عدوى مستوردة.
بحسب معهد الصحة "كارلوس الثالث"، حتى 16 فبراير، تم تحديد 91 حالة إصابة، بينها 31 حالة مستوردة، و44 حالة مرتبطة بها، و16 حالة قيد التحقيق. وتعد المناطق الأكثر تضررًا هي: إقليم الباسك (44 حالة)، الأندلس وكتالونيا (17 حالة لكل منهما)، كاستيا لا مانتشا ومليلية (7 حالات لكل منهما)، وسبتة (6 حالات). في حين أبلغت مناطق أخرى مثل أراغون، مدريد، نافارا، مورسيا، فالنسيا، وجزر البليار عن حالة واحدة لكل منها.
للتصدي للمرض، تعتمد إسبانيا على التطعيم بجرعتين: الأولى عند عمر 12 شهرا والثانية بين 3 و4 سنوات. كما تبنت السلطات الصحية استخدام اللقاح الرباعي الجديد الذي توصي به الجمعية الإسبانية لطب الأطفال، والذي يوفر حماية شاملة ضد الحصبة، الحصبة الألمانية، النكاف، وجدري الماء