القائمة

مختصرات

الدار البيضاء: نهاية "البلدية".. مبنى ظل شاهدا على تاريخ حي العنق

نشر
DR
مدة القراءة: 1'

في حي العنق بمدينة الدار البيضاء، كان المبنى الأيقوني المعروف باسم "البلدية" شاهدًا صامتًا على حقب تاريخية مضت. شُيد في ستينيات القرن الماضي، وتميز بلونه الأبيض الساطع وزُين بجدارية فنية كبيرة لفن الشارع، حيث كان يطل مباشرة على المحيط الأطلسي، مانحًا سكانه إطلالة ساحرة على المنارة الشهيرة وفي الأفق البعيد مسجد الحسن الثاني المهيب.

بالنسبة للعديد من العائلات، لم يكن مبنى "البلدية" مجرد مكان للسكن؛ بل كان مهدًا لذكريات محفورة في الزمن. الشقق، رغم بساطتها وخلوها من المصاعد، كانت تُؤجر بأسعار زهيدة تتراوح بين 60 و120 درهمًا شهريًا. وقد عاصرت هذه المنازل أجيالًا من الأطفال الذين لعبوا في ممراتها، والشيوخ الذين تبادلوا القصص على الشرفات المطلة على البحر.

ومع مرور السنين، أصبح المبنى متهالكًا ويهدد سلامة قاطنيه، مما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار صعب بإخلائه وهدمه. وتم وضع خطة لإعادة توطين السكان في شقق جديدة ببوسكورة والرحمة، في ضواحي الدار البيضاء. وعلى الرغم من تحول المستأجرين إلى ملاك، إلا أن قلوبهم ظلت مثقلة بالحزن بسبب هذا الرحيل القسري.

بدأت الجرافات في عملها، وانهارت الجدران التي احتضنت حياة كثيرة، طاوية معها ذكريات ماضٍ نابض. وبينما يفرح السكان بمساكنهم الجديدة، لا يستطيعون كبح شعورهم بالحنين العميق لهذا الركن من الدار البيضاء الذي شهد ولادتهم ونشأتهم.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال