على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، الذي انطلقت فعالياته في 14 فبراير، أجرت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، مقابلة صحافية مع قناة "بلومبرغ". خلال المقابلة التي تم بثها ضمن برنامج "آفاق الشرق الأوسط وإفريقيا"، تحدثت بنعلي عن تقدم المغرب في مجال الطاقة المتجددة، واستعرضت الإنجازات البيئية التي حققتها البلاد في هذا القطاع.
وأشارت الوزيرة إلى أن المغرب قد تجاوز هدفه السابق المتمثل في تحقيق 42% من الطاقة المتجددة في قدرة الكهرباء."
ويواصل المغرب جهوده الطموحة لتحقيق هدفه المتمثل في الوصول إلى 52% من الطاقة المتجددة في قدرة الكهرباء قبل عام 2030، وهو ما يعتبر أولوية رئيسية للبلاد. أما فيما يتعلق بكفاءة الطاقة، فقد اعترفت الوزيرة بنعلي بوجود تأخر في هذا المجال، حيث صرحت قائلة: "إنه مجال تأخرنا فيه قليلاً". رغم ذلك، أكدت الوزيرة أن المغرب يضع خطة طموحة للوصول إلى تحسين كفاءة الطاقة بنسبة 20% قبل عام 2030."
المغرب كجسر للطاقة المتجددة
وفيما يخص التكامل الإقليمي، أوضحت الوزيرة أن المغرب يعمل ليكون الجسر الأخضر بين إفريقيا وأوروبا والحوض الأطلسي. وقالت: "نعتقد أن إفريقيا، كونها آخر خزان للطاقة الإنتاجية في العالم للتعامل مع قضايا تغير المناخ وانتقال الطاقة، تضع المغرب في مقدمة الدول التي ستكون جسرا بين إفريقيا وأوروبا والحوض الأطلسي"
ولتحقيق ذلك، ذكرت الوزيرة جهود المغرب لتسريع استثماراته في الطاقة المتجددة ثلاث مرات وزيادة الاستثمارات في الشبكة الكهربائية خمس مرات سنويا.
عند سؤالها عن الزيادة العالمية في الاستثمارات المالية في مشاريع الطاقة المتجددة، قالت بنعلي إن المغرب يضع نفسه كقائد في هذا المجال بفضل خبرته الممتدة لـ15 عاما في "تطوير مشاريع الطاقة، ومشاريع الطاقة المتجددة، وأكثر من 30 عاما في جذب التمويل الخاص والاستثمارات الخاصة".
وتابعت حديثها قائلة إنها "طريق لا عودة عنها بالنسبة للمغرب. وأضافت: "أعتقد أنه سيكون من الصعب رؤية عودة كاملة للطاقة التقليدية. أعتقد أن هناك إعادة تشكيل لسلاسل القيمة، حيث سيظهر الفائزون الأكثر تنافسية، وأؤمن بشدة أن المغرب هو أحد هؤلاء الفاعلين التنافسيين القادرين على تطوير الطاقة المتجددة دون دعم حكومي".
وفي تعليقها على المشاريع التي تنقل الطاقة المتجددة من المغرب إلى المملكة المتحدة، قالت بنعلي إن هذه المشاريع تتماشى مع "رؤية المغرب للطاقة".
تتيح هذه المشاريع المماثلة للمغرب إنشاء ممر نقل طاقي يربط بين البلدان والأقاليم ما وراء البحار، والبنية التحتية للطاقة المتجددة. وأكدت الوزيرة بنعلي قائلة: إن "هذا الممر يُعد الوحيد الذي يربط بين إفريقيا وأوروبا والحوض الأطلسي"
الهيدروجين الأخضر
أما بالنسبة للهيدروجين الأخضر، فقالت بنعلي إنه أيضا "محرك رئيسي" لما يحاول المغرب تحقيقه. ومع ذلك، وبتعلم الدروس من خبرته الممتدة لـ15 عاما في هذا المجال، يتخذ المغرب خطوات تدريجية نحو هذه التكنولوجيا.
وأضافت "نميل إلى القيام بالأشياء بشكل تدريجي حتى نتمكن من التعامل مع المخاطر التكنولوجية والصناعية والتجارية والتقنيات الناضجة". إحدى هذه الخطوات الأولى هي عرض الهيدروجين الأخضر، الذي أطلقته الحكومة المغربية. هذا العرض يهدف إلى توفير مسار مختصر للمستثمرين المحليين والدوليين الراغبين في المخاطرة بتقديم الهيدروجين الأخضر في البلاد، "وتجاوز البيروقراطية".
واختتمت الوزيرة حديثها قائلة "لدينا عدد من اللبنات الأساسية فيما يتعلق بالبنية التحتية، مثل خطوط الأنابيب، والموانئ، وكذلك الوصول إلى الأراضي—مما يتيح لهؤلاء المستثمرين تجاوز البيروقراطية المرتبطة بهذه الأنواع من المشاريع".