القائمة

أخبار

أليوتيس 2025: الصيد البحري وتربية الأحياء المائية.. رهان على البحث والتطوير لضمان الاستدامة

يعد قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية في المغرب من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث يسهم بشكل كبير في الناتج الداخلي الإجمالي ويوفر فرص العمل لمئات الآلاف. في هذا السياق، يقام معرض "أليوتيس" في نسخته السابعة بمدينة أكادير، الذي يجمع أكثر من 500 عارض من 54 دولة، لعرض أحدث الابتكارات والتقنيات في هذا المجال.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

على هامش فعاليات الدورة السابعة من معرض "أليوتيس" التي تقام في الفترة ما بين 6 و9 فبراير 2025 بفضاء المعارض بمدينة أكادير، شددت زكية الدريوش، كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال ندوة صحافية، على أهمية قطاع الصيد البحري، والذي "يشكل دعامة أساسية للاقتصاد المغربي".

وفي هذا السياق، أشارت زكية الدريوش، إلى أن القطاع يساهم بنسبة 1.1% من الناتج الداخلي الإجمالي. وقد بلغ مجموع الإنتاج البحري 1.42 مليون طن في 2024 بقيمة تقارب 16.2 مليار درهم. كما سجلت صادرات المنتجات البحرية رقم معاملات بلغ 27.4 مليار درهم في 2024، مقارنة برقم قياسي في 2023 بلغ 31 مليار درهم، مع توفير أكثر من 260 ألف وظيفة مباشرة، من بينها 113,845 وظيفة في عرض البحر.

وتم إطلاق استراتيجية "أليوتيس" في عام 2009 كإطار استراتيجي لتطوير قطاع الصيد البحري المغربي، وتستند إلى ثلاثة محاور رئيسية: استدامة الموارد، تحسين أداء السلاسل الإنتاجية، وتعزيز التنافسية في الأسواق الدولية.

الصيد البحري والتغيرات المناخية والاستثمارات

في ظل التحديات المناخية والاقتصادية، يعتبر البحث والابتكار عنصرين أساسيين لفهم تأثير التغيرات المناخية وتطوير حلول مستدامة للصيد البحري. وقد استثمر المغرب 1.55 مليار درهم في البحث العلمي لتعزيز قدراته في هذا المجال، من خلال اقتناء السفينة العلمية "الحسن المراكشي" بقيمة 462 مليون درهم، بالإضافة إلى تشغيل قارب "الباحث" (19 مليون درهم) والسفينة "ابن سينا 2" (34 مليون درهم). ويضم أسطول الأبحاث المغربي خمس سفن نشطة.

وفيما يتعلق بالإنتاج، في عام 2024، بلغ الإنتاج السمكي الوطني 1.42 مليون طن بقيمة 16.3 مليار درهم، حيث يساهم الصيد التقليدي بنسبة 8% من إجمالي الإنتاج، بينما يكمل الصيدان الساحلي والصناعي باقي الحصة. ويتميز المغرب ببنية تحتية متطورة تشمل 518 وحدة تحويل برية و311 وحدة تجميد بحرية، تُمكّن من معالجة 60% من الصيد الساحلي وإنتاج معلبات، وشبه معلبات، ومنتجات طازجة ومجمدة ومملحة، بالإضافة إلى زيوت ودقيق السمك. وتصدر هذه المنتجات إلى 138 سوقًا دوليًا، حيث بلغت قيمة صادرات 2023 نحو 31 مليار درهم، ما يمثل 37% من إجمالي الصادرات الزراعية الغذائية.

شهدت الاستثمارات في التثمين والمعالجة البرية للمنتجات البحرية نمواً قوياً في 2023، حيث تجاوزت 930 مليون درهم، بزيادة 26% مقارنة بعام 2022. وقد خصصت هذه الاستثمارات لتحديث البنيات التحتية، ودمج التكنولوجيات المتقدمة، ودعم المشاريع المبتكرة. أما الصيد التقليدي، الذي يمارس بواسطة 16,993 قاربًا، فيوفر نحو 60,000 منصب شغل مباشر، ويساهم بنسبة 24% من قيمة الإنتاج الوطني.

تعزيز تربية الأحياء المائية

يتميز قطاع تربية الأحياء المائية بإمكانات كبيرة لتعزيز الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل. وتم إعداد 8 مخططات تهيئة جهوية تغطي 70% من السواحل الوطنية، مما أتاح تحديد 24,000 هكتار لاستقبال مشاريع استثمارية في تربية الأسماك، والمحار، وزراعة الطحالب. وفي 2024، بلغ إنتاج القطاع 3.6 ألف طن بقيمة 310 ملايين درهم، مع طموح للوصول إلى 390,000 طن سنويًا عبر 450 مشروعًا، منها 123 مشروعًا مخصصًا للشباب المقاولين وتعاونيات الصيد التقليدي.

وتعد الداخلة، وسيدي إفني، والناظور من أبرز المناطق المستهدفة لهذه المشاريع بفضل ظروفها الطبيعية الملائمة والدعم التقني والمالي.

تحفيز السوق المحلي

وأكدت كاتبة الدولة أن تعزيز شبكة أسواق الجملة للأسماك وأسواق القرب، بالإضافة إلى تشجيع تطوير شبكات متخصصة في توزيع المنتجات البحرية، مما يتيح تغطية المناطق البعيدة عن السواحل، عبر إحداث 14 سوقا للأسماك من الجيل الجديد، و10 أسواق جملة للأسماك، و48 موقعا لتفريغ الصيد التقليدي (قرى للصيادين ونقاط تفريغ مجهزة).

وقالت زكية الدريوش في مؤتمر صحفي إنه سيتم إطلاق مبادرة "الحوت بثمن معقول" في دورتها السابعة، 10 أيام قبل شهر رمضان، بهدف توفير وتقريب السمك المجمد على ظهر بواخر الصيد بأعالي البحار، من المستهلك المغربي، بثمن معقول وفي المتناول.

وأبرزت أنه في النسخة الأولى من هذه المبادرة تم بيع 500 طن، لينتقل الرقم في 2023 إلى 3 آلاف طن. ويتم التخطيط هذه السنة لتشمل المبادرة 35 مدينة علما أنها كانت تقتصر على 22، وسننتقل بذلك من 660 نقطة بيع إلى 700.

يذكر أن النسخة السابعة من معرض "أليوتيس" تقام في الفترة ما بين 6 و9 فبراير 2025 بفضاء المعارض بمدينة أكادير، وستفتح الدورة أبوابها للجمهور خلال يومي 8 و9 فبراير. من المتوقع أن يستقطب المعرض أكثر من 50 ألف زائر ويستضيف 523 عارضًا يمثلون 54 دولة، من بينها 7 دول جديدة، بما في ذلك 4 دول تشارك لأول مرة: كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة، الهند، وسلطنة عمان.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال