سجل المغرب 107 حالة وفاة نتيجة مضاعفات مرض الحصبة "بوحمرون" منذ أكتوبر 2023، بمعدل وفاة بلغ 0.55 بالمئة من إجمالي الحالات، حسب الأرقام التي كشف عنها وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي. وأشار الوزير إلى أن أكثر من نصف هذه الوفيات سجلت في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة.
وقال الوزير، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب أمس الاثنين، إن العدد التراكمي لمجموع الحالات على الصعيد الوطني منذ أكتوبر 2023 قد بلغ 19 ألفًا و515 حالة، بمعدل 52.2 حالة لكل 100 ألف نسمة.
تعد سنة 2023 نقطة تحول، حيث تم تسجيل أولى حالات الوباء في منطقة سوس ماسة، قبل أن ينتشر إلى مراكش وآسفي ويصل إلى باقي أنحاء المملكة. وأرجع أمين التهراوي هذا الانتشار إلى انخفاض التغطية التلقيحية الذي شهدته البلاد منذ جائحة كوفيد-19 في 2020، مع تزايد التردد بشأن اللقاحات.
بين عامي 1987 و2014، نجح المغرب في السيطرة بشكل كبير على وباء الحصبة من خلال الاستراتيجية الوطنية للقضاء على الحصبة والحميراء. بعد أن شهدت البلاد ذروات ملحوظة في عدد الحالات، بلغ عددها 10,723 حالة في عام 1999 و10,841 حالة في 2003، أسهمت زيادة التغطية التلقيحية في تقليص عدد الإصابات بشكل كبير بدءًا من عام 2008. وبحلول عام 2013، وصلت التغطية التلقيحية إلى 98%، متجاوزة التوصيات العالمية، مما أدى إلى تسجيل 98 حالة حصبة فقط.
إلا أن هذا المعدل تراجع مؤخرًا ليصبح أقل من العتبة المثالية التي تحددها منظمة الصحة العالمية بنسبة 95%. في هذا السياق، أكد الوزير أن التلقيح يبقى الحل الوحيد والفعّال للحد من انتشار الوباء. لذلك، أطلقت الوزارة منذ عدة أشهر حملة تهدف إلى تعزيز التلقيحات وتعويض النقص في التغطية، مع تعزيز نظام المراقبة أيضًا.