في آخر ظهور له، عاد الفنان المعتزل عبد الهادي بلخياط ليسرد القصة التي دفعته لاعتزال الفن عام 2012. وكشف بلخياط الذي ظهر على كرسي مترك، أنه خلال زيارة لوالدة أحد أصدقائه، التي كانت آنذاك على فراش الموت، سمع منها جملة أثرت في حياته بشكل جذري. الجملة كانت عبارة عن تلاوة الآية الكريمة: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ..." (سورة الحديد، الآية 16). وذكر بلخياط أن هذه الآية أخرجته من حياة الفن إلى طريق الدعوة إلى الله.
خلال حفل تخرج طلبة "كتاب الإمام نافع" لتحفيظ القرآن الكريم بتملالت – قلعة السراغنة، ظهر بلخياط متأثراً وهو يتلو الآية بصوت خاشع. وقال في كلمته: "هذه الآية كانت بداية تغيير جذري في حياتي". وتابع قائلاً إنه في عام 1987 كان يستعد للسفر إلى بلجيكا لتوقيع عقد لإحياء 30 حفلة، لكن تزامناً مع وجوده في المطار، التقى مجموعة من الدعاة الذين كانوا متجهين إلى لندن. تلك اللحظة دفعته للتساؤل عن مسار حياته، وبدلاً من التوجه إلى بلجيكا، قرر أداء فريضة الحج، حيث قضى أربعة أشهر وصفها بأنها الأجمل في حياته، اكتشف خلالها حقيقة الدين.
يُذكر أن عبد الهادي بلخياط، البالغ من العمر 84 عاماً، اعتزل الغناء عام 2012، مكرساً وقته للإنشاد الديني. وعلى الرغم من اعتزاله، شارك في مهرجان موازين عام 2015 بأداء أغانٍ دينية. في فبراير 2021، أصدر أغنية وطنية بعنوان "خويا الصحراوي" من كلماته وألحانه. كما طرح في أبريل 2022 أغنية جديدة بعنوان "الله يا جاري" عبر قناته على اليوتيوب، أهداها للشعبين المغربي والجزائري، مشيداً بروابط الأخوة والجيرة التي كانت تجمعهم، وداعياً إلى تجاوز الخلافات السياسية وإحياء أواصر المحبة.