تحت شعار "التجارة الداخلية الإفريقية: آفاق وفرص"، انطلق منتدى الأعمال ZLECAf اليوم الثلاثاء في الدار البيضاء. وبدعوة من وزارة الصناعة والتجارة وكذلك الجمعية المغربية للمصدرين (ASMEX)، تهدف هذه الدورة الأولى إلى دعم التعاون جنوب-جنوب، مع تناول قضايا الاستثمار والتمويل، بالإضافة إلى الفرص المتاحة للفاعلين في إفريقيا داخل قارتهم.
بهذه المناسبة، ستتناول جلسات النقاش المواضيعية موضوعات متعلقة بالديناميكية التجارية على المستوى القاري. كما أن هذه الدورة الأولى ستشهد وضع توصيات من قبل المشاركين من 48 دولة عضو في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، بما في ذلك المغرب، الذي يستضيف هذا اللقاء.
في هذا السياق، عبر رئيس الجمعية المغربية للمصدرين، حسن السنتيسي، عن أمله في تحقيق ديناميكية "تتوافق مع التوجيهات الملكية لجلالة الملك محمد السادس"، بهدف تعزيز التبادل التجاري على المستوى الإقليمي، وخاصة من خلال تنشيط الروابط بين الفاعلين الاقتصاديين في مختلف أنحاء إفريقيا. كما دافع في هذا السياق عن منطق الربح المتبادل على مستوى القارة، بما يتماشى مع روح اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf).
قال حسن السنتيسي في تصريح لـ يابلادي "الهدف هو تحقيق التجارة بين جميع الأفارقة، دون تناقضات أو تعقيدات. هذه هي النقطة الأساسية التي أصرّ عليها الملك الراحل محمد الخامس فيما يتعلق بأفريقيتنا. وهذا هو الغرض من هذا المؤتمر، وهو تحقيق حوار إقليمي يتماشى مع مستوى الاتحاد الإفريقي على أرض إفريقيا".
رافعة للمصدرين المغاربة
وبحسب رئيس الجمعية المغربية للمصدرين فإن " الدول الإفريقية الـ53 اتفقت على أساس معاهدة تجارية، مع وجود حوار سلس". وفي دعوته للمصدرين المغاربة، أوصى بجعل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf) "واقعًا يسهم في نجاح اقتصادنا وقارتنا". منذ عام 2018، أصبح المغرب موقعًا على هذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2019 وبدأ العمل به اعتبارًا من عام 2021.
بموجب هذه المعاهدة، "تلتزم الدول الأطراف بإزالة الحواجز التعريفية وغير التعريفية بشكل تدريجي أمام تجارة السلع؛ وتحرير تجارة الخدمات بشكل تدريجي؛ والتعاون في مجالات الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية وسياسة المنافسة؛ وكذلك التعاون في المجال الجمركي وتنفيذ تدابير تسهيل التجارة؛ وإنشاء آلية لتسوية المنازعات المتعلقة بحقوقها والتزاماتها؛ بالإضافة إلى إنشاء وصيانة إطار مؤسسي لتنفيذ وإدارة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ".
في هذا السياق، أكد حسن السنتيسي أن منتدى الأعمال ZLECAf يُعتبر "رافعة قيمة" للمصدرين في البلد المضيف، حيث يوفر "فرصة لتوسيع شبكاتهم، وإقامة شراكات استراتيجية، والانضمام إلى سلاسل القيمة القارية". وأضاف "تشير القطاعات مثل الصناعة الغذائية والطاقة المتجددة واللوجستيات والتكنولوجيا بالفعل إلى آفاق نمو واعدة"، مشيرًا إلى أن هذا الحدث "يمثل نقطة انطلاق نحو السوق الإفريقية، التي تضم أكثر من 1.2 مليار مستهلك".
وشدد حسن السنتيسي على دور الفاعلين الوطنيين في هذه الديناميكية القارية، مشيرًا إلى أن ذلك "يتماشى تمامًا مع الدبلوماسية الموازية" التي دعا إليها الملك محمد السادس، من أجل "إفريقيا قوية ومتضامنة". ويعتقد رئيس الجمعية المغربية للمصدرين أن "كل شراكة واستثمار يتم إنشاؤهما في إطار ZLECAf يمثلان خطوة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا للقارة ومحركًا للتنمية للمغرب".
تتميز هذه الدورة بمشاركة عدد من وزراء التجارة الأفارقة، وفاعلين من القطاعين العام والخاص، وممثلين عن هيئات الترويج التجاري، وخبراء، وشخصيات من العالم الأكاديمي، بالإضافة إلى أعضاء من المجتمع المدني. ويتزامن ذلك مع الاحتفال بمرور 30 عامًا على اتفاق مراكش الذي أسس منظمة التجارة العالمية (OMC). ومن ثم، يهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على "نمو تكامل الاقتصاديات الإفريقية في النظام التجاري العالمي".