أصدر المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية النسخة العاشرة من دراسة سمعة المغرب في العالم، وذلك بشراكة مع وكالة الاستشارة الدولية (Reputation Lab) المتخصصة في مجال تدبير وبناء العلامة التجارية الوطنية (Nation Branding).
وتم إجراء هذا البحث خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس وأبريل 2024، في سياق عالمي يتسم باستمرار النزاعات في أوروبا (روسيا وأوكرانيا) وفي الشرق الأوسط (الحرب في غزة)، بالإضافة إلى آفاق الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تخلق وضعا من عدم اليقين على الساحة الدولية.
وبلغ عدد الدول التي جرى فيها فحص سمعة المغرب في عام 2024، 26 دولة، من بينها جنوب إفريقيا والجزائر وكينيا ونيجيريا، وإسبانيا وفرنسا، والبرازيل، والشيلي، والولايات المتحدة، وإسرائيل، وتركيا...
وعرف المغرب تحسنا في سمعته الخارجية عام 2024، فداخل مجموعة السبع زائد روسيا، احتل المغرب المرتبة 30 من 60 دولة ذات أعلى ناتج محلي إجمالي، متقدما بأربع مراتب عن ترتيبه في عام 2023، وعلى الرغم من هذا التقدم لا تزال سمعة المغرب الخارجية متوسطة، إذ لم تتجاوز مؤشر سمعته 50 نقطة من أصل 100 نقطة.
وتتفوق سمعة المغرب في مجموعة الدول السبع زائد روسيا، على سمعة الولايات المتحدة والأرجنتين والدول الإفريقية والعربية وتجمع البريكس باستثناء البرازيل.
وظلت سمعة المغرب هذا العام جيدة في مصر وأسترليا والصين وألمانيا وفرنسا والمكسيك والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، من ناحية أخرى كانت منخفضة في إسرائيل وإسبانيا والجزائر وتركيا.
وبين عامي 2023 و 2024، تحسنت سمعة المغرب الخارجية في بعض البلدان الإفريقية وهي جنوب إفريقيا (7,2 نقطة) وكينيا (3,3 نقطة)، وارتفعت في السويد بمقدار 3,6 نقطة، و2,7 في الصين وكوريا الجنوبية والمكسيك وهولندا. فيما كان أكبر تراجع في إسرائيل بـ 8,7 نقطة.
ولاحظ التقرير تطور معظم السمات التي تشكل سمعة المغرب الخارجية بشكل إيجابي في الفترة مابين 2015 و 2024. ومع ذلك فإن السمات المتعلقة بأبعاد "مستوى التنمية" و"الجودة المؤسساتية" والأخلاقيات والمسؤولية"، التي كانت في منحى تصاعدي، خرجت من هذا المنحى وانخرطت في اتجاه تنازلي، أو على الأقل شهدت علاماتها استقرارا.
وتبقى الإشارة إلى أن سمة "النجاح الرياضي"، التي سجلت ارتفاعا استثنائيا في نسخة 2023، بفضل الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي لكرة القدم في كأس العالم 2022 بقطر، تراجعت قليلا في عام 2024.
وبخصوص السمعة الداخلية فقد ظلت قوية ولكنها متذبذبة، وظل المغرب ضمن الدول التي يكون فيها المواطنون أقل انتقادا لبلدهم، وحصلت المملكة على 64,8 نقطة من أصل 100، أي بزيادة 3,7 نقطة مقارنة بعام 2023، وبذلك حققة المملكة أعلى مستوى لسمعتها الداخلية منذ عام 2015.