القائمة

أخبار

دياسبو #360:  سعيد بنعلي.. مغربي يحيي مؤلفاته على خشبة المسرح

كان الكاتب المغربي سعيد بنعلي في بداياته يكتفي بتأليف القصص، لكنه سرعان ما انتقل إلى كتابة الروايات. اليوم، أصبح يؤلف النصوص المسرحية، حيث عرضت له عدة مسرحيات في أوروبا، ويطمح حالياً إلى تقديمها في بلده المغرب.

نشر
سعيد بنعلي
مدة القراءة: 4'

ولد الكاتب المسرحي ورجل القانون سعيد بنعلي في العاصمة البلجيكية بروكسيل سنة 1972، لأبوين تعود أصولهما إلى مدينة الجبهة، ويرغب في المستقبل في العودة إلى  وطن آبائه وإطلاق مشاريع في المجال السياحي، كما يسعى إلى عرض مسرحياته في المملكة.

ويعمل سعيد منذ حولي ثلاثة عقود كموظف حكومي في بلجيكا، وهو أب لثلاثة أبناء، كان مولوعا بالقراءة والكتابة منذ طفولته، غير أنه فضل الانتقال من عالم "الهواية" إلى عالم "الاحتراف" الكتابة قبل حوالي عشر سنوات، وقال في حديثه لموقع يابلادي "في البداية كنت أكتب القصص ثم انتقلت إلى كتابة الروايات، ثم تأليف النصوص المسرحية التي تستهويني أكثر من غيرها وأجد فيها ذاتي".

كما دفعه حبه لعالم الكتاب والثقافة إلى تأسيس دار نشر قبل سنتين تحمل اسم "Les nouvelles éditions belges" ، وقال إنها "موضوعة رهن مؤلفي الروايات والقصص القصيرة في بلجيكا".

يؤكد سعيد أن الفضل في حبه للقراءة يعود لأستاذه في الثانوية، الذي كان يقدم الأعمال الكلاسيكية بطريقة تحفزهم على القراءة. وواصل حديثه قائلاً "لقد كانت لدي دائمًا هذه الرغبة، وهذا الاحتياج للكتابة، وكلما مضى الوقت، كانت رغبتي واحتياجي للكتابة يزدادان."

ترك رحيل والدته "في وقت مبكر بعض الشيء" أثرًا كبيرًا في حياة سعيد، حيث يقول "كنت بحاجة إلى التفريغ، إلى الحديث عن نفسي وفهم ذاتي. بدأت الكتابة ومشاركة كتاباتي منذ حوالي عشر سنوات، عندما أنشأت حسابي على فيسبوك وكتبت بعض الأبيات الشعرية للتعبير عن نفسي. ومن المؤكد أننا نخبئ بعض الأشياء خلف الكلمات، فلا يعني ما نكتبه بالضرورة أننا نعبر عن أنفسنا تمامًا، لكن من هناك بدأت الأمور.

وزاد قائلا "رأيت أن هناك أشخاصًا يتفاعلون مع ما أكتبه، ومن هنا تحولت بعض الأبيات إلى مجموعة من القصص القصيرة التي تحمل عنوان "قصص من هنا وهناك"، لكنها غير متوفرة الآن، ويجب إعادة نشرها.

بعد ذلك، كتبت روايتي الأولى، حيث كنت بحاجة إلى التعبير عن رحيل والدتي، التي غادرت الحياة في وقت مبكر جدًا بالنسبة لأبنائها، كما أعتقد. لذا، كتبت قصتها، لكنها هي من ترويها فعليًا. لم أرغب في كتابة سيرة ذاتية تروى بلساني، بل حاولت التعمق في شخصيتها لتروي قصتها بنفسها. وهكذا وُلدت رواية بعنوان Mes tendres derniers jours."

سعيد بنعلي

ثم ألف سعيد رواية أخرى بعنوان Psy، وهي رواية خيالية، وبعد ذلك انتقل إلى كتابة النصوص المسرحية، من بينها مسرحية دون جمال. وقال "كتبت هذه المسرحية منذ حوالي خمس سنوات، لكنها بقيت مهملة لبعض الوقت لأنني لم أستطع العثور على فريق للعمل عليها، وكان الأمر يتطلب بعض التمويل. بعد ذلك، حصلت على دعم مالي ساعدني في إنجاز المسرحية وتشكيل فريق كامل، وإجراء البروفات، وهذا ما تحقق بالفعل."
 

وبحسبه فإن "الأمر ليس مجرد كتابة مسرحية، أعتقد أن الأهم أيضًا هو أن تكون مدير مشروع، لتتمكن من إيجاد الدعم المالي اللازم، وهذا يستغرق الكثير من الوقت، خاصة أنني لست من الوسط الفني، لذا أتعلم تدريجيًا الجوانب المختلفة لهذا المجال".

ومسرحية "دون جمال" هو نوع من دون جوان معاصر، وقال "استخدمت قليلاً نمط دون جوان، ولكنني أردت الاقتراب أكثر من الواقع، خصوصًا الواقع في بروكسل، لذا نعرف "دون جمال" لكن لا نعرف بالضبط أصوله، ربما تكون له أصول نظرًا لاسمه "جمال"، لكنه يظهر في المسرحية أن له جدًا فلامانيًا بالكامل، لذا حاولت إنشاء شخصية تكون مزيجًا من عدة ثقافات، وهو شخص مغرور بالفطرة، وفي الواقع، هو نوع من دون جوان، أي أنه يعاني من فراغ داخلي، كما أراه، يحاول ملء هذا الفراغ من خلال جذب الانتباه والتواجد دائمًا في عملية إغراء، ولديه دائمًا حاجة لتحقيق "انتصارات" جديدة، فكلما وقعت امرأة أو فتاة في شباكه يشعر بالسعادة، لكن فقط للحظة، ثم يريد الانتقال إلى شيء آخر لأن الفراغ يعود من جديد".

ويشارك في تشخيص مسرحية "دون جمال"،  مجموعة متنوعة من الممثلين من خلفيات ثقافية مختلفة ومسارات فنية متنوعة، منهم المحترفون والهواة، "لكني أرى أن الهواة هم من يحبون ما يفعلونه، لذا من المهم بالنسبة لي أن يكون لدي هذا النوع من الممثلين، وبفضل تنوعهم، نتمكن من خلق شيء رائع يشعر به الجمهور عند حضور العرض".

وبالرغم من أن المسرحية تتحدث عن واقع بروكسيل، إلا أنه يمكن حسب سعيد بنعلي عرضها في مدن كبيرة أخرى، لأنها تمثل واقع العديد من المدن العالمية متعددة الثقافات.

كما ألف  سعيد بنعلي مسرحيات أخرى من بينها "غوانتنامو" و" Sororité" و Has-been"، و" La vie est une boîte de chocolats, il ne faut pas laisser les autres vous la bouffer" و" Speed-dating".

ويحاول سعيد بنعلي من خلال مسرحياته معالجة عدة موضوعات، بطريقة بسيطة ومضحكة ويهدف إلى تحفيز النقاش "فبعد العرض، يتحدث البعض عن بعض الأجزاء بأنها لم تكن مضحكة بل مؤثرة أكثر، والبعض الآخر يرى العكس، لكن الهدف هو إثارة النقاش حول كل المواضيع، حتى تلك التي قد تكون محرجة".

يأمل سعيد بنعلي في عرض مسرحياته في بلده الأم، المغرب، مشيرًا إلى أنه يقوم حاليًا بتكوين علاقات مع الأشخاص المهتمين بالمجال الفني في المملكة. وأنهى حديثه قائلا "المغرب هو وطني ووطن آبائي، وأزوره بشكل مستمر. أفكر أيضًا في إطلاق مشاريع في القطاع السياحي في المملكة والعودة للعيش فيها في المستقبل."

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال