القائمة

أخبار

دياسبو #359: توفيق أمزيل.. مغربي يدعم رواد الأعمال من أصول متنوعة في بلجيكا

وُلد توفيق أمزيل في بروكسل لأبوين مغربيين، ونجح في تحقيق مسار متميز في ريادة الأعمال، حتى أصبح أحد الشخصيات البارزة في تعزيز التنوع داخل مجتمع ريادة الأعمال، الذي كان لفترة طويلة شبه مغلق. يعمل كمستشار ومدرب مع مجموعة من الفاعلين المهنيين البلجيكيين والمغاربة، وقد وسّع من تأثيره في بناء بيئة شاملة في عالم الأعمال من خلال منظمة " Lead Belgium" التي شارك في تأسيسها عام 2007.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

يهتم توفيق أمزيل بريادة الأعمال، والتنمية المستدامة، والتمويل البديل، والتنوع، والتعليم والتوجيه، ويعمل كمستشار وعضو في عدة مجالس إدارية. دائمًا ما يسعى إلى بناء جسور بين عالم الأعمال في بلجيكا والمغرب. في إطار مشروع "مختبر ريادة الأعمال الرقمي المغربي البلجيكي" (Dimobel60)، الذي يتم بالشراكة مع جامعات من كلا الجانبين، يعتبر توفيق "شريكًا مستقبليًا وصديقًا للمنظمين". وقال: "إنها مبادرة أؤيدها منذ فترة طويلة، وقد شاركت في الأنشطة على مستوى بروكسل، وسأكون في الختام هذا الأسبوع في المدرسة العليا للتجارة والأعمال بالدار البيضاء".

يرى توفيق أمزيل أن هذه المبادرة تمثل "خطوة هامة في العلاقات الاقتصادية والريادية بين بلجيكا والمغرب". وأضاف: "لقد ناقشنا Dimobel 1 ونتطلع بحماس لبدء Dimobel 2، مع إمكانات لتطوير مشاريع تقرّب رواد الأعمال البلجيكيين-المغاربة من الوطن الأم، عبر مجموعة من المشاريع والمبادرات التي تساعدهم على النمو أو دعم مشاريع أخرى في المغرب".

بشغف كبير لنقل المعرفة، ساهم توفيق أمزيل على مدى سنوات في تبادل التجارب والممارسات الجيدة. وأوضح: "لقد أتيحت لي الفرصة للاستفادة من نظام بيئي غني ومتنوع من رواد الأعمال البلجيكيين-المغاربة في بلجيكا، وخاصة في بروكسل. أود تكريمهم، لأن وجودي هنا اليوم يعود إلى الجهود السابقة التي بذلها رواد الأعمال من كلا الجنسين، من أجل التنمية الاقتصادية".

"هذه القيم هي التي تحفزني منذ سنوات. إذا كنت سأكون رائد أعمال، فأريد أن أكون رائد أعمال ذو رسالة. في إطار هيكل ليد بلجيكا، الذي يضم رواد الأعمال من خلفيات متنوعة، ليس هدفنا مجرد خلق قيمة أو بيع المنتجات والخدمات، بل أن نكون مفيدين أيضًا للمجتمع".

توفيق أمزيل

في هذا السياق، يشدد أمزيل على الروابط القوية العاطفية والروحية والعائلية التي تجمعه ببلجيكا والمغرب. وقال "لهذا السبب، ينبغي أن تخدم مشاريعنا كرواد أعمال مصالح المغرب أيضًا. نحن ملتزمون بالبحث عن طرق للإسهام في تطوير المغرب وفقًا لرؤيته المستقبلية، حتى ونحن نعمل في بلجيكا".

فتح باب ريادة الأعمال البلجيكية أمام التنوع

و توفيق أمزيل متحمس لقيم ريادة الأعمال ذات الأبعاد الاجتماعية، التي تشكلت عبر مسيرته المهنية والشخصية. وهو حاصل على شهادة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة بروكسل الحرة (1995)، وعمل في القطاع المصرفي، خصوصًا في إدارة المخاطر التشغيلية، والأنشطة الاستثمارية، وإدارة المشاريع.

منذ حوالي عشر سنوات، قرر أمزيل ترك "وظيفة مريحة كمدير في شركة كبرى" وأطلق "أسينتيس كونسلتينغ"، وهي شركة متخصصة في الاستشارات والتحليل وإدارة التغيير للشركات والقطاع العام والمؤسسات المدنية. كما يساعد المنظمات في التحول الرقمي، والمرونة، والاستدامة، هذه الخطوة الجديدة سمحت له بتحقيق توافق مع القيم التي يتبناها من خلال جمعية " Lead Belgium" المهنية، التي أسسها مع بعض الأصدقاء لتعزيز ريادة الأعمال بين أفراد المجتمع المتنوع.

يقول أمزيل "عند تطوير شبكتنا، توسع نطاقنا ليشمل رواد الأعمال من خلفيات متنوعة، لكننا حرصنا على ألا يكون تركيزنا محصورًا على مجموعة واحدة". وأضاف "بدأنا بفتح أبواب كانت مغلقة، واستقبلت شبكتنا مختلف المجتمعات الريادية في بلجيكا، من الكاثوليك واليهود إلى مجتمعات من إفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا الشرقية".

الغاية تتجاوز مجرد تحقيق المكاسب المالية والتجارية، إلى تعزيز التعاون بين المهنيين بمسؤولية اجتماعية، ولا سيما "لدعم الشباب الذين يرغبون في دخول هذا المجال، عبر برامج توجيه". ويقول أمزيل: "يجب تحويل النجاح في ريادة الأعمال إلى نجاح اجتماعي يعود بالنفع على الجميع". وأضاف أن هذا هو "نوع رائد الأعمال الذي نحتضنه في Lead Belgium ، بالنية الحسنة والإيجابية".

يشغل توفيق أمزيل حاليًا منصب مدير في منظمة رجال أعمال بروكسل. ويسعى إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات المسلمة، سواء فيما يتعلق بريادة الأعمال، أو الوصول إلى التمويل، أو حتى في سوق العمل.

وقال ليابلادي "هناك تمييز ممنهج وعوائق هيكلية فيما يتعلق بالوصول إلى سوق العمل. علينا العمل على تغيير هذه المعطيات وخوض نضال نبيل للدفاع عن أولئك الذين يرغبون في أن يصبحوا رواد أعمال".

الاستفادة من الخبرات المتراكمة بين الأجيال من رواد الأعمال

في خضم هذه المبادرات، يسعى توفيق أمزيل لتحدي "الصور النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي، والعرق، والدين، وما يترتب عليها من تصور سلبي حول التنوع أو الهجرة". ويوضح أن حضوره كشخص من خلفية مهاجرة يُعتبر "حالة استثنائية".

"لو كنت قد تبعت المسار المحدد للشباب من أصول مهاجرة، لما كنت اليوم ضمن رواد الأعمال في بلجيكا. وجودنا كرواد أعمال من خلفيات متنوعة، وعددنا المتزايد، هو أفضل رد على تلك الصور النمطية التي تقول إننا هنا لاستغلال النظام ثم تدميره. نحن نساهم بفعالية في النظام، ويجب أحيانًا التذكير بذلك من خلال نموذجنا، وأدائنا، حتى لو تطلب الأمر بذل جهود مضاعفة لتحقيق نفس النتيجة".

توفيق أمزيل

"نعلم لماذا نفعل ذلك. لأن آباءنا فتحوا الباب، ونحن بدورنا علينا أن نستغل هذه الفرصة لتمهيد الطريق للأجيال القادمة"، يؤكد أمزيل، مشيرًا إلى روح نقل المعرفة المتجذرة في نهجه كرائد أعمال مزدوج الجنسية.

وأضاف "لا نريد للأجيال المقبلة من رواد الأعمال الذين يأتون من نفس الخلفية أن يواجهوا نفس الصعوبات التي واجهها آباؤنا أو واجهناها نحن. نريد لهم أن يستفيدوا من خبرتنا، وشبكاتنا. والمجتمع البلجيكي ككل سيستفيد، لأنه عندما نخلق قيمة، فإننا نخلقها لصالح المجتمع البلجيكي. وعندما نكون في مهام اقتصادية في الخارج، نتحدث عن المنتجات البلجيكية. وعندما نأتي إلى المغرب، نعزز الروابط بين بلجيكا والمغرب، وفقًا لاحتياجاته".

والهدف، حسب أمزيل، هو أن يكون رواد الأعمال مزدوجي الجنسية "عوامل ربط للتأكد من أن أوروبا وإفريقيا، وبلجيكا والمغرب، يمكنهما العمل معًا على تحديات مشتركة، تمثل وجهي العملة ذاتها".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال