القائمة

أخبار

قصص رعب مغربية #3: حمّو قيو.. زوج عيشة قنديشة، الذي يتربص بالنساء

عيشة قنديشة' هي شخصية أسطورية تتربص بالرجال الذين يسافرون بمفردهم في الليل، بينما يلاحق زوجها، حمّو قيو، النساء. وعلى الرغم من هيبته المرعبة، إلا أنه يخاف من السكاكين

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

جميع الرجال الذين يسافرون ليلاً عبر الطرقات المهجورة يعرفونها جيداً. يتفادون التوقف لها ولا يعطونها فرصة لإيقافهم إذا صادفوها في مكان منعزل. "عيشة قنديشة" تستهدف الرجال المنفردين، ولا أحد يعرف إن كان ذلك بدافع الانتقام أو لمجرد فعل الشر. ورغم الغموض الذي يحيط بها، الكثيرون يؤمنون بوجودها. المحظوظون من هؤلاء تمكنوا من العودة لرواية قصصهم عنها، مشيرين إلى جمالها الأخاذ، وفستانها الأبيض الطويل، وأقدامها الشبيهة بأقدام الحيوانات."

أما أولئك الذين لم يحالفهم الحظ، فقد فقدوا حياتهم دون أن يعرف أحد كيف تختار عيشة قنديشة ضحاياها أو كيف تقتلهم. تظهر هذه الروح الشريرة حين لا تتوقعها، وهي تسعى وراء هدف واحد—الرجال. إذا صادفتها، فالهرب هو خيارك الوحيد. لا تلتفت للخلف أبداً، ومهما حدث، لا تتوقف عن القيادة إذا كنت على الطريق.

بالنسبة للنساء، قد يبدو أنهن في مأمن... لكن هل هن كذلك؟ صحيح أن عيشة قنديشة لا تستهدفهن، ولكن هذا لا يعني أن الخطر بعيد. هنا يظهر زوجها. نعم، هي متزوجة، وزوجها حمّو قيو هو جني مخيف، عفريت الظلام الذي يستهدف النساء بلا رحمة.

تروي الأسطورة أن حمّو قيو يتربص بالنساء اللواتي يسافرن بمفردهن في الليل. ولماذا الليل؟ لأنه شيطان لا يظهر إلا في الظلام. يتتبع النساء اللواتي يسرن في الطرقات الخالية، وعندما يحين الوقت المناسب، ينقض عليهن ويفترسهن.

يعتقد البعض أن حمّو قيو مخلوق مائي، على غرار زوجته عيشة قنديشة التي تلاحق الينابيع والأنهار المعزولة. ويُفيد علماء الأنثروبولوجيا بأن المغاربة يؤمنون بأن حمّو، شريك قنديشة، يسكن كهفاً في بلدة أيت إصفن بمحافظة تيزنيت. ويُقال إن هناك نبعاً بالقرب من الكهف يُشاع أنه يشفي المرضى.

يدّعي البعض أن حمّو قيو وزوجته عيئشة قنديشة يعيشان على ضفاف نهر سبو في شمال المغرب. وتحرص القبائل المجاورة للنهر على عدم إزعاجهما قبل أن تغامر بالسباحة في مياه النهر، خصوصاً خلال فصل الصيف.

ذكر الفيلسوف وعالم الاجتماع الفنلندي إدوارد ألكسندر ويسترمارك، خلال زيارته إلى المغرب في أوائل القرن العشرين لتوثيق الفولكلور الشعبي، أن السكان المحليين كانوا يقدمون قشة مشتعلة مع طبق من الكسكس لعيشة قنديشة وحمّو قياو قبل النزول إلى النهر للسباحة.

في كتابه "الطقوس والمعتقدات في المغرب" (1926)، وصف ويسترمارك حمّو قيو بأنه "شخص طويل جداً" يعيش مع زوجته في النهر. وأضاف "سمعت أيضاً عنه [حمّو] في قبائل أخرى من شمال المغرب، بالقرب من مكناس" وتابع "قال لي رجل إنه رآه ذات مرة في نهر، لكنه أقل حديثاً عنه من زوجته".

مهما كانت معرفتك به، إليك نصيحة مهمة: يُعتقد أن حمّو قيو يخاف من السكاكين. فإذا واجهته في أي يوم، لا تنسَ أن تشحذ نصلًا على الأرض—فقد تكون هذه فرصتك الوحيدة للنجاة من أن تكون ضحيته المقبلة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال