منذ يوم الاثنين الماضي، تعيش العديد من المناطق اللبنانية على وقع قصف إسرائيلي مكثف، مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين وإجبار العديد من العائلات، بما في ذلك عائلات مغربية، على مغادرة المنازل. مع وصول القصف إلى وسط بيروت، تعيش الأمهات المغربيات وأطفالهن في خوف دائم، ويطالبن بإجلائهن بشكل عاجل.
وفي حديثها لموقع يابلادي أعربت أم مغربية تعيش في بيروت عن مخاوفها قائلة "أعيش بالقرب من أماكن القصف، ونتابع الأخبار بخوف كبير"، وأكدت أنها تشعر بأنها ممزقة بين "الظلم" وعدم اليقين بشأن "ما قد يأتي به الغد". وأضافت "لم نتواصل مباشرة مع سفارتنا بعد، لكن طُلب منا التسجيل في قوائم. لا زلنا ننتظر أخباراً".
وفرّت عائلات مغربية أخرى من منازلها منذ يوم الاثنين. خديجة*، أم لطفلين النتقلت إلى لبنان منذ عام 2013، كانت تعيش في خلدة، وهي بلدة ساحلية تبعد 12 كيلومترًا جنوب بيروت. فرت مع أطفالها إلى منزل صديقة شمالًا. وقالت "نأمل أن يكون المكان هنا أكثر أمانًا، لكن لا يمكننا أن نكون متأكدين من كيفية تطور الأمور في الساعات القادمة".
وأضافت خديجة بقلق "لم نتمكن من النوم ليلة الجمعة؛ كنا نسمع الانفجارات في بيروت طوال الليل". وذكرت أيضًا أنه بينما وجدت عائلتها مأوى، فإن العديد من الأشخاص الآخرين كانوا أقل حظًا. وأوضحت "الكثير من الناس ينامون في الشوارع، خاصة في ساحة الشهداء"، وتابعت "أعرف مواطنة مغربية مع زوجها وأطفالها هناك. السكان يتقاسمون الوجبات، لكن الظروف الصحية تكاد تكون معدومة".
مثل مغاربة آخرين في لبنان، سجلت خديجة نفسها في السفارة المغربية لكنها لا تزال تنتظر تعليمات إضافية. وقالت "معظم الرحلات الجوية تتم عبر طيران الشرق الأوسط، وهي محجوزة بالكامل. الوضع صعب جداً للعائلات التي لديها أطفال".
كريمة أم مغربية أخرى متزوجة من لبناني، تواجه أيضًا صعوبات كبيرة. وقالت عند سؤالها عن حالتها "نحن بلا مأوى ولا نشعر بالأمان". وكريمة أم لخمسة أطفال، كانت تعيش في الجنوب، لكنها فرت بعد أن دُمر منزلين بالقرب من منزلها. وقالت "أصيب ابني بنوبة هستيرية، وابنتي مذعورة من أي صوت عالٍ".
وأضافت "انتظرنا حتى الصباح لأنه من الخطر الخروج ليلاً". وتابعت قائلة "نناشد الملك محمد السادس لمساعدتنا في العودة إلى بلادنا قبل فوات الأوان. لا نعرف ماذا سيحدث غدًا. حاولت إيجاد طرق للرحيل، سواء عن طريق البحر أو عبر سوريا، لكن هذا خطير جدًا على أطفالي".
وأردفت قائلة "أخشى على أطفالي. أريد فقط أن أنام وأشعر بالأمان. أبقى مستيقظة طوال الليل خوفاً من سقوط قنبلة علينا".
بدورها فتيحة*، أم مغربية أخرى تعيش في لبنان منذ أكثر من 8 سنوات، تعاني من نفس المخاوف. وقالت "أعيش في البقاع، على بعد حوالي 30 كيلومترًا شرق بيروت، ويمكننا رؤية وسماع القصف". وعلى الرغم من الخطر، اختارت البقاء في منزلها. وأضافت "نمضي الليالي في الخارج خوفًا من الغارات، وندخل المنزل فقط للأكل والاستحمام خلال النهار".
وأشارت فتيحة إلى أن "شركة الطيران الوحيدة التي تعمل حاليًا في لبنان هي طيران الشرق الأوسط، لكن الأسعار مرتفعة، والمواعيد المتاحة بعيدة".
بينما تنتظر العديد من الأمهات المغربيات إجلاءهن، شاركت إلهام، التي نزحت منذ أكتوبر 2023، تجربتها. وقالت "فقدت كل شيء، منزلي وتجارتي". هربت إلهام بأعجوبة مع أطفالها بعد القصف الإسرائيلي على الجنوب بعد "طوفان الأقصى".
وقالت "هربنا بحياتنا في 9 أكتوبر ووصلنا إلى صيدا". وبعد شهور من الإقامة مع عائلة زوجها، اضطرت إلى استئجار منزل والبحث عن عمل. وأوضحت "تحملنا المرة الأولى، لكننا لم نعد نستطيع التحمل بعد الآن. ليس لدينا حتى المال لشراء التذاكر"، وواصلت "أسعار التذاكر قد تصل إلى 4000 دولار، وبالطبع لا نملك هذا القدر من المال. لا نريد أن نموت هنا. أطفالي خائفون".
وحاول موقع "يا بلادي" التواصل مع السفارة المغربية في لبنان للحصول على معلومات حول جهود الإجلاء المحتملة، لكنه لم يتلقَّ ردًا.
*تم تغيير الأسماء واستخدام أسماء مستعارة بناءً على طلب النساء اللاتي قدمن شهاداتهن.*